2015, رسامات, عظات

كلمة المطران جورج (خضر) في رسامة الأرشمندريت يونان (أنطونيوس الصوري)، مطرانًا على أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما، دير سيدة البلمند، السبت في 14 تشرين الثاني 2015

سموك أسقفًا أي رقيبًا لكي تراقب سلوك هذا الشعب وتجعله أمة لله. هذا الشعب بسبب من خطاياه يعبد نفسه ولن يكون كنيسة الا إذا أنكر نفسه وصار أمة لله أي لا يعرف الا الله مرجعا له ولفكره وسلوكه.

جاء أهلك من صور حسب تسميتكم. أنت جئت من الله. وبهذه السيامة أعلنا انك خُصصت لله لا تعرف غيره. نقول انك راعٍ. ليس في الحقيقة من راعٍ الا الذي قال أنا الراعي الصالح. ان تشبهت به تصبح أسقفًا. أنت كذلك حسب النعمة من جهة وحسب الإمكان من جهة. لفتني دائمًا عندما كنت في جنازة كاهن ان وجهه مغطى بالستر أي بستر الكأس المقدّسة. ماذا يعني هذا سوى انك مدعو لتصبح قربانا لله وماذا يعني هذا سوى انك ذبيح أي مذبوحة فيك خطاياك لتصير للمسيح وحده. ان تكون للمسيح يعني انك ان رأيت مؤمنا يقبّل يدك لا تحس بيدك إذ ليس لك إلا يد السيد وبها تبارك لأنك لا تستطيع فعليا ان تبارك الا إذا صرت منزها عن الخطيئة. أنت لا تؤمن بفعل يدك. هذه استعارها السيد من جسدك ليبارك بها. اذهب إذًا وأنكر نفسك وتجرد من شهواتك. ان بقيت فيك لا تكون على شيء اجعل نفسك لا شيء ليجعلك الله شيئا برحمته.

اذكر انك مدعو ان تصير كيونان النبي خارجا من بطن الحوت في اليوم الثالث. الحوت هو الخطيئة. ان كنت متعلقا بها لن تكون على شيء. اخرج دائما منها حتى تحاربها في المؤمنين. فإن بقيت فيها لا تستطيع ان ترشد أحدًا. ان بقيت فيك الخطيئة لا تقدر ان تقول كلمة الله. أكثر من ذلك ان لم تصبح أنت كلمته لا تستطيع ان تقولها. هذا ينتج من قوله: الكلمة صار جسدًا. ليس فقط في الابن ولكن استنتاجا من تجسده مبتغى الله ان تصبح كلمته أنت. وهذا ممكن بالروح القدس.

تفويضك ان تطلب من الروح القدس ان يهيمن على زحلة بحيث تستلم ذاتها من المسيح. ان تكون زحلة للمسيح فقط هذه مهمتك. شرط هذا ان تصبح أنت للسيد وحده بحيث لا تكون آتيا من البشرة ولكن من النعمة. الخوف على المؤمنين أو بعض من المؤمنين الا تتمسك أنت بالنعمة التي نزلت عليك. صحيح ان المؤمن يجيء من ربه ولكنه يجيء أيضًا من أسقفه والكاهن ان بقيا مع الله. اذهب حاملا النعمة معك ولا تخف. الرب يكمل نقائصك. أحبب الرب وحده ولا تخلط به أحدا. عند ذاك تستطيع ان تصبح خادمًا للمسيح.

Continue reading