خواطر في الزواج المسيحي/ الأحد 31 آذار 2002 / العدد 13
الزواج مشروع حياة طاهرة، ملتزمة، محبة، ومشروع تربية مسيحية للاولاد اذا جاؤوا. ولذلك أصر بولس على ان من تزوج فليتزوج بالرب اي بحضور يسوع في البيت الناشئ. العائلة هي حضور الله الجامع شخصين اساسا والجامعهما الى بنيهما وبناتهما. هي مكان إشعاع للإيمان. العائلة تسمى عندنا كنيسة صغيرة بناء على قول الكتاب: «انا وبيتي نعبد الرب».
لذلك لا يخطر على بال مسيحي ملتزم ان يقترن بامرأة غير معمّدة، ولاسيما ان الترتيب الكنسي الحالي يمنع هذا بسبب ما فيه من خطر ولاسيما على الاولاد. ويقول القانون الكنسي انه اذا خرج احد الزوجين عن المسيحية يصح فسخ هذا الزواج. والمحزن منذ بضع من السنين ان بعضا من المسمّين ارثوذكسيين المتزوجين يتركون الإيمان للتزوج بامرأة ثانية، واذا انكروا الإيمان يتبعهم اولادهم القصَّر. وهذا الترك يحصل احيانا عند الخيانة الزوجية وولادة طفل يضطر معها الزوج الارثوذكسي ان يتركنا ليُشرعِنَه.
هذا أمر يحصل في خفة كبيرة وعن طيش كبير. احيانا كثيرة يعودون الى احضان الكنيسة بعد ان يكون حصل طلاق مع المرأة الثانية ويكون الخلل دخل الى العائلة.
اما زواج الشاب او الشابة بفريق غير ارثوذكسي فمن نتائجه الواقعية ان الفتاة في الواقع تنضم الى كنيسة اخرى. بعض الفتيات متمسكات بايمانهن الارثوذكسي ولكنهن مضطرات احيانا او دائما الى الممارسة في كنيسة اخرى بسبب العقلية الشرقية التي تقول ان المرأة تتبع زوجها. والمشاهدة تدل على ان هذه الزوجة في كثرة الأحيان تصل الى الاعتقاد ان الارثوذكسية والمعتقد المسيحي الآخر واحد. وهذا غير صحيح.
اما اذا كان الرجل ارثوذكسيا والمرأة ليست كذلك، ففي بعض الأحوال تنضم الى كنيستنا بقناعة او غير قناعة، وذلك لشعورها بأنها دخلت عائلة ارثوذكسية. في اكثر الأحوال هي لا تعرف شيئا عن عقيدتنا. واحيانا تميل الى الذهاب مع اولادها الى كنيستها. وهذا أفهمه لكونها نشأت على ما نشأت عليه. في هذه الحالة الوحدة العائلية فيها خلل. نحن لسنا وحدنا على هذا الفكر. الكنائس الأخرى ايضا لا تحبذ هذه الزيجات المختلطة.
طبعا المجتمع مختلط والشاب يحب من يحب. كيف نعالج وضعا كهذا بلا تعصب ولا تشنج؟ في الغرب يتعاون الكاهن الارثوذكسي والكاهن غير الارثوذكسي على تدبير الأمور، وفي الغرب لا يعتقدون ان احدا يجب ان يتبع الآخر بلا قناعة ولاسيما ان النظام العلماني عندهم يترك الناس على حريتهم.
يبدو ان الزيجة المختلطة باقية والناس معا في الجامعة وفي العمل والحياة الاجتماعية. ما لا نستطيع ان نتنازل عنه هو ان يبقى الفريق الارثوذكسي على مذهبه رجلا كان ام امرأة. والاولاد يتبعون والدهم حتى سن الرشد ويعمَّدون في كنيسة أبيهم. وهذا ما اتفق عليه البطاركة الشرقيون كلهم. ومن باب حسن المعشر ووحدة العائلة ان يكون الأمر هكذا.
يبقى ان نشدد الإيمان الارثوذكسي في الإنسان حتى يفضّل قرينا له من كنيسته. يبقى ايضا ان نشجع الاختلاط بين عناصرنا في الكنيسة وحركات الشباب فيها وأنديتها. ولذلك نصرّ على ان تكون لنا في كل كنيسة قاعة يتعرف فيها المؤمنون والمؤمنات بعضهم على بعض.
اذا خسرنا العدد قد تضعف الشهادة وتخور قوى الأرثوذكسيين امام تقلص العدد.
السلوك الذي أتبعه في هذه الأبرشية هو اني أُعلّم الفتاة غير المسيحية. بلا تعليم لا أعمّد واحدة. هذا احتقار للسر. فلا يأتني اذًا احد ويقول انا «خطفت» فلانة، تعال وعمدها. هذا لن يكون. يجب ان يفهم شبابنا ان التنصُّر امر صعب ويتطلب وقتا، والإيمان المسيحي لا يأتي به التعليم آليا.
الفتاة المسيحية غير الارثوذكسية لا نمارس عليها اي ضغط. فنحن في حالة حوار وصداقة مع الكنائس الأخرى. ولكن اذا كشفت ايمانها الارثوذكسي من بعد الزواج وأصرت على اعتناق الارثوذكسية فكيف نردها؟
هذه امور دقيقة يجب ان نعالجها برصانة وتفهم، وقصدنا الا تضعف كنيستنا بزيجات ما كان القانون الكنسي يقبلها ولا هو يقبلها صراحة اليوم. ما يحصل الآن ليس قانونيا ولكن نواجه الأمور الواقعية بشيء من التدبير رحمة بالناس وإنقاذا لما يمكن إنقاذه.
ما تمناه آباؤنا هو ألاّ يختلط احد بعنصر آخر في ميدان الزواج. وهذا يبقى الهدف في رعايتنا. ولا أحد يستطيع ان يوآخذنا على حفاظنا على الرعية الموكلة الينا.
Continue reading