Category

2009

2009, مقالات, نشرة رعيتي

شهادة استفانُس / الأحد 27 كانون الأول 2009 / العدد 52

اليوم عيده، وهو أحد السبعة الذين اختارهم الرسل وفرّغوهم ليهتمّوا بإعاشة الأرامل حتى ينصرف الرسل الى الصلاة وخدمة الكلمة.

واحد من هؤلاء السبعة كان استفانُس يُجادله اليهود الذين صارت لغتهم اليونانية لأنهم سكنوا المهاجر، وعندما كانوا يحجّون الى اورشليم في العيد كانوا يجتمعون في مجامع للجاليات المختلفة التي لا تتكلم لغة أهل فلسطين.

برز استفانُس يُحاجّ بقوةٍ هؤلاء الذين بقوا على اليهودية، فلم يستطيعوا أن يقاموا الكلمة والروح الذي كان ينطق بها، فافتروا عليه مدّعين أنه يجدّف على موسى.

حصل هياج كانت نتيجته أنهم اختطفوا هذا الرجل وأتوا به الى السنهدريم او محفل الكهنة، فألقى عليهم خطابًا أودى الى موته. أخذ يتكلّم على إبراهيم وخروجه من حاران الى أرض الموعد وبناء سليمان للهيكل. هذا الكلام كان معقولا لديهم لأنه مبنيّ على كـتــابـهـم، حـتى وصـل الـى قـولـه “يـا غـيـر المخـتـونـيـن بالقلوب والآذان. إنكم تُقاوِمون الروح القدس دائما كما كان آباؤكم”.

هذه كلّها كلمات من وحي أنبيائهم، ولكنهم أبَوا أن يُحسّوا بها منطبقة عليهم. “أخذتم الناموس ولم تحفظوه” كلام صعب سماعه.

بعد إلقائه هذا الخطاب “تفرّسَ في السماء فرأى مجدَ الله ويسوعَ قائما عن يمين الله”. لما كشف لهم هذه الرؤية، لم يُطيقوا استماعها اذ لم يكونوا يؤمنون أن المسيح جالس عن يمين الآب. عند ذاك، أخرجوه خارج المدينة ليقتلوه حسب ناموسهم. والقتل في حال التجديف (اي ما ظنّوه تجديفا) يتمّ بالرجم.

“ووضع الشهود ثيابهم لدى شاب اسمه شاول” وهو الذي صار بولس الرسول. هذا طبعا كان راضيا بقلته. وفيما كان استفانُس يتلقّى الحجارة عليه، كان “يدعو ويقول ايها الرب يسوع المسيح اقبلْ روحي”. هذا كلام صدى لقول السيّد على الصليب: “يا أبتاه في يديك أستودع روحي” (لوقا 46:23). هنا يشهد استفانُس أنه يستودع روحه في يدَي المخلّص كما استودعها المخلّص في يدي أبيه.

في نهاية نزاعه، قال أوّل الشهداء، وكذا وصفه في الكنيسة، قال: “يا رب لا تُقم عليهم هذه الخطيئة”. هذا صدى لقول يسوع على الصليب: “يا أبتاه اغفرْ لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون” (لوقا 34:23).

لقد أراد لوقا أن يُبيّن أن حياة يسوع تتصوّر في أحبائه. يغفرون لأنه غفر. يحبّون لأنه أحبّ. القديسون صورة عن المسيح. يقول سِفْر الأعمال عن استفانُس إنه رقد، وما قال إنه مات لأننا أبناء القيامة.

أيقونته تُصوّره لابسًا ثياب الشمّاس وحاملا مبخرة مثله لأن الكثيرين من آبائنا قالوا إن هؤلاء السبعة الذين عيّنهم الرسل خُدّاما للموائد جعلوهم شمامسة.

Continue reading
2009, مقالات, نشرة رعيتي

الميلاد / الاحد 20 كانون الأول 2009 / العدد 51

كان الله يكلّم البشرية أيّا كان دينها بالطبيعة، بالأشيـاء الجميلـة فيها، بثمارها. مرة كلّمهـا بإنسـان واحـد وهو إبراهيم. ثم كلـّم بالأنبيـاء مرحلة بعد مرحلة. ولما رأى الرب أن هذا لا يكفي، وأن الناس أمام كلمات الأنبياء وامام شريعة موسى اكتشفوا شقاءهم، فنفّدَ خطته الأبدية أن يسكب عليهم كل حنانه وكل عطفه، وكانت خطته أن يرسل ابنه ليحلّ به في البشرية جمعاء.

كل الأزمنة في التاريخ كانت تهيئة لمجيء المخلّص، والله يعرف متى يجعل في الدنيا الزمان الأخير. ولما حلّ هذا “أَرسل اللهُ ابنه مولودا من امرأة… لننال التبنّي”. قال بولس هذا لأنه يعرف أننا كنا أبناء الغضب فأراد الآب أن يجعلنا أبناء له حقيقيين، أن يتبنّانا. “ثم بما انكم أبناء أرسل الله روح ابنه الى قلوبكم صارخًا يا أُبَيّ” اي “بَيّي” باللهجة اللبنانية. وهي لفظة التدلّل التي يتلفّظ بها الطفل اذا خاطب أباه. “اذًا لستَ بعدُ عبدًا بل ابن”.

هذه البنوّة لله اقتضت أن يجيء ابن الله الـذي بتـجـسـّده سُمـّي المسيـح. أعطـى اللـه ابنـه جسـدًا بقـوة الروح القدس وإرادة مريم فصـار ابن الله انسانًا فيها. بمـريم استقبلت الانسانيـة كلها مخلّصهـا. فـلم يبقَ الله يبـثّ كلمات بالأنبـياء. أراد أن يصير ابنه الحبيـب إنسانًـا ليعيش مثـل الإنسان يأكل ويشـرب وينـام ويتألـم، ولكن لم يأخذ شهـوات الإنسان. صار في طاعته لأبيه إنسانًا كاملاً، وفي هذا الخضوع اقتبـل المـوت حُبـّا بنـا وخلّصنا بهذه المحبـة التي أظهـرها بمـوتـه وقيـامتـه.

الله صار في بشـريتـه إنسانًا ليُبيـد الخطيئة والفساد من الإنسان ويؤلّهه ويُصعده إلى السماء ويجعل فيه ملكوته. “ملكوت الله في داخلكم”. كانوا في العهد القديم يعرفون أن الله معهم. صرنا الآن نعرف أنه فينا، في صميم كياننا، وأننا باتحادنا بالمسيح نموت معه ونقـوم معـه بالمعموديـة ونحيا الحياة الإلهية التي هي في المسيح.

تمّ التجسّد بالبشارة، واكتشفـناه في كل سيـرة السيـد، في عجائبه وكلامه وصلبه وقيامته من بين الأموات. ونـذوق تجسّده الآن في عيد الميـلاد حيث ظهـر للرعاة والمجوس، ثم اكتمل ظهوره لما أخذ يبشّر بملكوت الله. وهذا العيد ندخل إليه بتواضع وتوبة إلى وجه يسوع. وإذا أحببناه كليّا نصبح مولودين منه بالنعمة.

وبعد هذا نكون صرنا “خلائق جديدة”. نتعب، نخطئ ولكن نعود إليه صادقين. هذه العودة إليه هي ميلادنا وحياتنا المليئة برضاه والتي نحسّ فيها باحتضانه. ليس الميلاد تسليات من الدنيا. هو فرحنا بالدنيا الجديدة وهي بدء السماء على الأرض.

وحتى نتتلمذ على السماء لا بد لنا ان نذوقها في تواضع يسوع موضوعًا في مذود البهائم. فإذا جئنا من الإنجيل ليس هذا عيد الترف ولذات الطعام وإلهاء العائلة بالسهر. انه عيد الفقراء الذين نجعلهم إخوة لنا اذا أحسنّا إليهم وعيّدنا جميعًا اذا اكتسبنا روح الفقر والابتعاد عن المجد والتسلط على الضعفاء.

Continue reading
2009, مقالات, نشرة رعيتي

الى اهل كولوسي / الأحد 13 كانون الأول 2009 / العدد 50

كولوسي مدينة في آسيا الصغرى (تركيا الحالية). عندما يقول بولس: “متى ظهر المسيح الذي هو حياتنا فأنتم أيضًا تظهرون حينئذ في المجد”، هو يتحدّث بالضرورة عن وقت في المستقبل. هو حياتنا الآن بعد ان أقامنا معه. نتخطى الآن طبيعة الموت فينا ونلبس الخلود. ينتج عن هذه الحياة الجديدة اننا مدعوون الى إبادة الأهواء المعطلة للحياة الجديدة. يذكر خمس خطايا في لائحة أولى تتعلق كلها بالجسد ولكن ليس بصورة حصرية (الطمع يأتي من النفس، كذلك الشهوة الرديئة التي لا يحدد طبيعتها). النجاسة والطمع معروفان عند الوثنيين ويحذّر المسيحيين منهما. الزنى في المصطلح المسيحي هو علاقة انسان بشخص متزوج.

بولس يستعظم كثيرا الطمع بالمال اذ يعتبره عبادة وثن، وهنا يكمل الرسول مباشرة فكر الإنجيل المتعلّق بعشق المال.

اما عبارة “غضب الله” فتدلّ على الدينونة الأخيرة. ثم يشير بولس ان قرّاءه في وثنيتهم كانوا عائشين في هذه المعاصي.

بعد هذا يسمّي بولس خطايـا أخرى تأتي من النفس: الغضب، السخط، الخبث، التجديف (على الله) والكلام القبيـح الذي هو السبّ او الشتيمة. واخيرا يغضب الرسـول على الكذب. وهذه كلها عنده تصدر عن الطبيعة العتيقة التي كان عليها من يخاطبهم الآن، ثم يدعوهم الى ان يلبسوا الانسان الجديد (انتم الذين بالمسيح اعتمدتم المسيح لبستم).

هذا الانسان الجديد يتجدد بالروح القدس للمعرفة اي لمعرفة المسيح بطاعتنا له في حبنا له. ويصير جديدا على صورة خالقه التي خُلق عليها وتجدد بها الآن في المعمودية.

واذا تجدد الإنسان لا يبقى من فرق بين يوناني (وثني) ويهودي لأن كليهما قد صار مسيحيا وانهار حائط العداوة بينهما ولا يبقى ختان (وهو الطهور باللغة الدارجة) ولا القلف (وهذه علامة في الجسد للوثنيين الذين لا يختتنون). كذلك لا يبقى بربري. هنا يردّ بولس على أرسطو الذي كتـب: “كل من ليس او ما ليس يونـانيا فهو بربري”. الاسكيثي هو من شعب الاسكيث الذي كان عائشا في جنوبي روسيا وما اليها. كذلك “لا عبد ولا حرّ”. التنـاقض عظيـم بينهما في الشرع الروماني الذي لم يكن يعترف بشخصية العبد وهذا لم يكن ينتخب في أثينا.

هذه الفروق زالت بالمسيح الذي ليس عنده غريب. الشعوب اذا انضمت الى المسيح واحدة في ايمانها وعمادها والكأس الواحدة. والعبد والحر يتناولان معا جسد الرب ولهما الكرامة الواحدة في الكنيسة. ذلك ان المسيح صار كل شيء وهو واحد في الجميع لأنه هو هو جامعهم وهم صاروا اليه لأنهم أعضاء في جسده الواحد.

اذا كان نور يسوع يضيئنا جميعا فنحن النور وليس من مكان لانقسام.

Continue reading
2009, مقالات, نشرة رعيتي

تبشير المولودين أرثوذكسيين/ الأحد 6 كانون الأول 2009 / العدد 49

هناك أرثوذكسيون وهناك مولودون أرثوذكسيين وهم ليسوا بشيء. الأرثوذكسيّ الذي يجيء الى الكنيسة يوعظ وعظا مؤسّسًا على الإيمان الذي يعترف به وقرأ عنه شيئًا في المدرسة. اما المعمّد بالماء ولم ينل فهمًا مسيحيًا فيجب أن تلده من جديد بالتبشير المنطلِق من فراغ القلب من الإيمان.

هذا المسمّى أرثوذكسيًا يتّصل بالكنيسة عند موت أحد أقربائه أو في جنّاز الأربعين او السنة لواحد منهم كما يقصد مناسبة لمسيحيّ من كنيسة أخرى. هذه أقرب الى الاجتماعيات منها الى الإيمان. فإنك إن سألته عن مصير هذا الميت لا يعرف، وإذا سألته عن القيامة يجيبك غالبًا أن الروح باقية ولم يسمع بقيامة الأجساد. واذا سألته هل المسيح كان موجودًا قبل أن يولد من العذراء، غالبا ما لا يعرف.

تسأله اذا كان أرثوذكسيًا يجيب بنعم. أما إذا قلت له: هل يفرض عليك ذلك الانتماء شيئا كالمناولة مثلا، غالبًا ما لم يسمع بأن الانتماء يعني مسؤولية والتزامًا.

نحن مسؤولون عن كل هؤلاء، ولعلّهم هم الأكثرون بيننا. مرّات يدّعون المعرفة، وعند السؤال تلاحظ أن هذا غير دقيق. أكاهنًا كنت أَم علمانيًا فأنت مبشّر لهذه الشريحة. ربما بدأتَ بتذكير هذا الشخص بالمعمودية وتسأله عمّا فهم منها. ربما كان الأفضل أن تسأله عن زواجه إذا حصل او الذي سيحصل. ماذا يعني لك زواجك؟

أنت لا تقول له انه ليس من الكنيسة. تدعوه الى معرفة المسيح الذي تصفه الأناجيل. بالتأكيد إذا أقنعت هذا الإنسان أنه لا يستطيع الزعم أنه مثقّف ولم يقرأ هذا الكتاب مرة واحدة. ربما كان عليك أن تصطاده من جهة الثقافة. ربما تُقنعه أن يذهب مرة واحدة الى القداس ليشاهد ما يجري ويفهم ثقافة الناس الذين يقول هو انه منهم، ثم تشرح له القداس.

لا تقُلْ له انه وثنيّ، فهو معمّد ولو لم يُكمل معموديته بالإيمان. عليك أن تستدرجه حسب ذهنه وحسب قلبه. لا تصدمه بجدل عن الإلحاد، ولا تُكلّمه البتة عن تقصيره. هذا يصدمه. اصعد معه تدريجيًا من المستوى الذي وصل اليه. هو لا يريد أن يُقرّ أنه مسيحيا لا شيء. ولكن لا تغشّه بقولك له انه مسيحيّ عظيم. أوضح له أنه ابنُ الله، وأن الرب يريده ابنًا إلا اذا رأيته ملحدًا كليا. هذا لا أظنه موجودًا في الشرق. المهم أن يجعل اعترافه بوجود الله عبادة حبٍّ لله. شيء من الفهم او الفهم التدريجيّ أساسيّ حتى يصل هذا الأخ الى الصلاة. بها وبحرارتها يتعمّق فهمه.

هذه الشريحة من الأرثوذكسيين مسؤوليتنا الخاصّة وإن كان كل البشر مسؤوليتنا. لا نستطيع أن ندعهم معمّدين بالماء. بلا إيمان لا يخْلُصون.

Continue reading
2009, مقالات, نشرة رعيتي

من الرسالة الى أفسس / الأحد 29 تشرين الثاني 2009 / العدد 48

بولس في السجـن في روميـة يسمّي نفسه “الأسير في الـرب”. يحـضّ أهل أفسـس (غربي آسيـا الصغرى) أن يسلكـوا كما يحـقّ للدعـوة أي للإنجيـل الـذي بشـرّهـم بـه، ويميّـز بيـن كل الفـضائل: التواضع والـوداعـة وطـول الأنـاة (أي الصبر)، والأولَيان هما اللتان وصف بهما الرب يسوع نفسَه. ويحضّ بولس أهل أفسس على احتمال بعضهم بعضًا بالمحبة وليس كمن هو مضطرّ أن يحتمل الآخر.

وأعلى اجتهـاد عنده هو “حفـظ وحدة الروح برباط السلام”. وحدة الروح تتمّ بتطهيـر أنفسهم أي بخضوعهم للروح القـدس، ولعـلها تتضمن وحدة الإيمـان بحيث لا يتزعـزعون عن الإيمان الذي تسلّموه من الرسول. ووحدة الإيمان هذه، التي ليس فيها انحـراف، تمكّنهم من “رباط السلام”، والمسيح عند بولس هو السلام. ما من اتحاد بين المؤمنين ما لم يعيشوا في قلوبهم سلام المسيح.

غيـر أنه كان في حاجـة إلى أن يوضح منـابـع هذا الإيمان فيؤكد: “رب واحد”، وهذا عنده اسم المسيح، كما يؤكد “رب واحد، ومعمودية واحدة، وإلـه واحد”. إله واحد تسمية للآب على وجه التخصيص، وهو نفسه “أب للجميع واحد وهو فـوق الجميـع وبالجميـع وفي جميعـكـم”.

معموديـة واحدة إذ عبّر المعمّدون المهتَدون عن إيمـانهم الواحـد بالثـالـوث المقـدس، وهي التي نرتبط بها طول الحياة. لذلك كرّرنا في دستور الإيمان: “وبمعموديـة واحـدة لمغفـرة الخطايا”. وما التـوبـة التي تأتي كل الحياة إلا استمـرار هذه المعمـوديـة.

الله يسمّيه بولس أبًا للجميع، لجميع الناس ولا سيما للمؤمنين الذين يعترفون بأبوّته ويمـارسـون بنوّتهـم لـه. وهو فـوق المخلـوقـات جميعـًا ولا قياس بين أحد المخلـوقـات وبينـه. هذا كان لبـولس من العهد القـديم. هذا ما نسمّيـه التعـالي بالفلسفـة.

غير أن بولس لا تهمّه الفلسفـة كثيـرًا. لذلك يقـول إنّ الله بالجميـع اي انـه يعمل بواسطـة الخليقـة ولا سيما بواسطـة الإنسـان. وحتى لا يبـقى في التعميـم قـال “فـي جميعكم” اي أنتم المسيحـيين، فإنـه ليس فقـط بكم ولكن فيكم اي بالنعمـة الحالّـة فيكـم ومصدرها الـروح القـدس، هذا الذي يحـلّ “على مقـدار موهبـة المسيح” لأن المسيـح بعـد العــودة الى السماء هو باعثه إليكم. هو يأخذ ممّا للمسيح ويوزّعـه على النـاس مواهـب مختلفـة كما قـال في الرسالــة الى أهل رومية (الإصحاح 12).

قداستنـا تأتـي كلّها من السيد. نحن نتقبّلـها ونُفعّلهـا لمجد الله الآب.

Continue reading
2009, مقالات, نشرة رعيتي

المسيح السلام / الأحد 22 تشرين الثاني 2009 / العدد 47

يستهلّ بولس هذه الرسالة بقوله إن المسيح هو سَلامُنا اي فيه تتم المصالحة بين اليهود والأمم (الوثنيين). لهذا قال “هو جعل الاثنين واحدا”. كان بين هذين الشعبين حاجز أي العداوة التي أبطلها السيد بإبطاله فرائض الشريعة الموسوية (الختانة، المحظورات الطعامية إلخ..) فجعل من الاثنين أي من الشعبين “إنسانا واحدا جديدا” بإجرائه سلام كل منهما مع الله في موته على الصليب. وفي هذه المصالحة مع الله وتلك التي بين اليهود المتنصرين والأمم المتنصرين جسد واحد، وبولس في عدة مواضع يقول ان الكنيسة جسد المسيح اي كيانه الظاهر في العالم بالكلمة والأسرار المقدسة.

أبطل هذه العداوة في نفسه اي في ذاته المصلوبة والقائمة من بين الأموات. جمع منكم البعيدين (اي الوثنيين أصلاً) والقريبين (اي اليهود) لأنهم كانوا يعرفون الله الواحد ويعرفون انبياءه. بعد هذا قال الرسول: “لأن لنا به كلينا (اي اليهود والأمم) التوصل الى الآب (لأن الآب هو المنتهى) في روح واحد” ويعني الروح القدس.

فإذا كانت هذه هي المسيرة، “لستم بعد غرباء ونُزُلا (اي ضيوفا) بل مواطني القديسين” (غالبا يقصد بهم المسيحيين الساكنين اورشليم وأهل بيت الله). ثم يتابع: “وقد بُنيتم على اساس الرسل (الإثني عشر) والأنبياء” الذين تُتلى كُتُبهم في الكنيسة. والبناء القديم لا يقوم فقط على الأساس، ولكن على حجر الزاوية الذي نُسمّيه في لبنان حجر الغلق، إذ بناء العقد في الجـبل عندنا يقوم أولا على الحجارة المتلاصقـة بلا لحمـة من كلس او ما شابـه ذلـك، ولكن يكون فيها الواحـد الى الآخر، حتى يـأتي معلّم العمار ويـضع في السقـف حجر الغلق الذي يـجمع جـوانب المبـنى وهو الذي يـجعلها لا تـسقط. بهذا الحجر شبّه الرسول يسوع المسيح وبه “يُنسق البنيان كلّه”. هذا يعرفه عندنا الذين يبنون العقد.

ثم يترك بولس الصورة ويعود الى البنيان الروحيّ، فيقول انه يُبنى “هيكلا مقدّسا في الرب”. نحن نعرف أن البنيان الحجريّ لا ينمو، ولكن الرسول هنا أخذ صورة أخرى، صورة الحجارة الحيّة التي هي نحن فتنمو معا بسببٍ من تماسُكها بفضل حجر الزاوية الذي يضبطها جميعا ويوحّدها.

لذلك قدر ان يختم هذا المقطع من الرسالة الى أهل أفسس بقوله: “وفيه (اي في الرب) انتم ايضًا تُبنون معا مسكنا لله في الروح (اي في الروح القدس)”. انتم هيكل حيّ. تُبنون معا لأنكم متّحدون. تصيرون بعضكم مع بعض مسكنا لله في الروح.

نحن إذا استعملنا عبارة “بيت الله” لا نقصد المبنى ولكن نقصد جماعة المؤمنين ونزيد على وجه التدقيق اولئك الذين يسكنهم الروح الإلهي بنعمته. المبنى الذي نصلّي فيه يُسمّى كنيسة

لأن كنيسة الله (اي الجماعة) تجتمع هناك.

Continue reading
2009, مقالات, نشرة رعيتي

النعمة / الاحد 15 تشرين الثاني 2009 / العدد 46

الله أحيانا مع المسيح حين كنا أمواتًا بالزلاّت. ما قاله بولس في الرسالة الى أهل أفسس أن السيد أحيانا عندما صلبه اليهود. إنه ألصقنا بنفسه، ولأنه كان حيًّا أمات الخطيئة فينا. نحن مرحومون منذ ذلك الوقت.

قوله «بالنعمة أنتم مُخلَّصون» أراد بها شيئين: أولاً ليس ناموس موسى يخلّصكم، وليست أعمالكم تخلّصكم. هي نتيجة النعمة فيكم. الله دائمًا هو المبادر بالنعمة. أنتم تتلقّونها بالطاعة. يتصوّر البسيط في معرفة الإيمان أنه إذا قام بأعمال صالحة يخلُص. السؤال هو مَن مكّنه من القيام بالأعمال الصالحة.

أنت عطاء الله. أنت ثمر. نجاتك من هبة الله إليك. فبعد أن قال في هذه الرسالة انه أحبّنا، قال: «وأقامَنا معه وأجلسَنا معه في السماويات». الفكرة في هذا القول أننا لا نقوم اليوم فقط بالتوبة، ولكنا قمنا آنذاك وصعدنا معه الى السماويات.

نتيجة لذلك يُظهِر الرب في الدهور الآتية «غنى نعمته باللطف بنا في المسيح يسوع»، فقد ظهر لطف الله لمّا تجسّد الابن الحبيب وتحرّك بيننا، وعرفْنا كمال اللطف بصليبه وقيامته. وهنا ألحّت على الرسول قناعته التي أظهرها سابقًا أننا بالنعمة مُخَلّصون بواسطة الإيمان، ذلك أن الإيمان هبة الله أولاً، وبعد ذلك تأتي طاعتنا للإيمان.

وحتى لا يخامر القارئ شكّ بأن الإيمان مبادرة الله إلينا، أكّد أنّ الإيمان عطيّة الله. وليزيد التأكيد قال «ليس من الأعمال لئلا يفتخر أحد». لذلك قال بولس في الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس: «مَن افتخر فليفتخرْ بالرب».

يعود الرسول ليؤكّد اننا صُنْعُه «مخلوقين في المسيح يسوع كائنين فيه بقوة روحه القدوس». مخلوقين لأي شي؟ «للأعمال الصالحة». تلك هي غاية وجودنا. وهذه الأعمال الصالحة «سبق اللهُ وأعدّها لنسلُك فيها». أي في كل مرحلة من مراحل حياتنا الروحية، تبقى المبادرة لله.

أجل نتلقّى العمل الصالح كهبة. يقدّمه لنا الله. لا يرغمنا عليه إذ نحن كائنات أحرار نُدخل الى نفوسنا العمل الصالح المعدّ لنا. دورنا أن نتلقّى العمل الصالح الذي يقترحه الله علينا. الحرية لا تعني أن نختار بين الخير والشر. هذه قوّة نفسيّة كامنة فينا. ولكن بدون النعمة لا نقدر ان نختار الخير. «وتعرفون الحق، والحق يُحرّركم».

الحرية الحقيقيّة ليست هذه القوة النفسانية التي تجعلنا نختار بين الخير والشر. السؤال السابق لهذا هو بأية قوة تختار. هل عندك قوة المسيح اي النعمة؟ فإذا قبلتها تصبح، عند ذاك، محرّرا من ضغوطات الشهوة عليك وتتحرر من وطأة الخطايا.

الحرية الكبرى التي تُوصلنا الى السماء هي اختيار القداسة. اذ ذاك، تبدأ رحلتنا مع الله.

واذا تبرأنا من الخطيئة بالموت كما يقول الرسول، تنشكف لنا قوّة الحرية التي في المسيح.

الانعتاق من عبودية الخطيئة، هذا هو المبتغى، وهذا عطاء النعمة.

Continue reading
2009, مقالات, نشرة رعيتي

شُو ناقصني!/ الأحد 8 تشرين الثاني 2009 / العدد 45

شُو ناقصْني تَصير خوري او مطران؟ جوابي عن هذا أن العارفين هم يدلّونك على النقص الذي فيك. المؤمنون الصالحون لا يقدّمون أنفسهم كعارضات الأزياء. في تاريخ آبائنا اللاهوتيين او النساك، عندما كانت الرئاسة الروحية تقول لإنسان إنها تريده أسقفًا، كان يهرب الى الجبال إذ يعتبر نفسه غير مستحقّ. انا لم أقرأ عن رجل في التاريخ القديم قال مرة: أنا جيّد ومؤهّل. تعالوا وانظروا وقولوا لي ما يعوزني لأصير كاهنا او أسقفًا.

عندما تتّخذ الرئاسة الروحية قرارًا، هي لا تزكّيه على صفحات الجرائد، أو لا تكون قد قالت لماذا لم تتّخذ شخصًا آخر لأن الكلام السلبيّ نميمة. منذ خمسين سنة او أقل شغرت أبرشية طرابلس وانقسم الناس، وكنتُ أحد الراغبين في أحد المرشّحين، وكان الفريق الآخر يسألني لماذا أنت ضدّ فلان، وكان جوابي أنا ما قلت إني ضدّ صاحبكم . أنا قلت إني مع مرشّحي، وأستــطيـع ان أكشـف خـصالـه. وليــس مـن المـأساة ألّا يـصل أحـد الى مركز يشتهيه. تبقى الدنيا تدور، ونموت وتبقى الدنيا دائرة.

في ما يـتعلّق بـالقسوسيـة او الشموسيـة، لا نــجـد فـي الأزمنـة المقدسة إذا شغر موضع في الرعيـة أن أحدًا جـاء الى المطـران وقال له: أنا يـمكنـني أن أصيـر خوري. أولًا قـالـت العـرب: طالب الولايـة لا يُولّى. يا صاحبي هذه أمور لا يطمح المرء إليها ولا يطمع بها، وقال الكتاب: “لا يـأخذ أحد هذه الكرامة إلا مَن دعاه الـله”. واذا أرادك الـله من سمائـه، لا يـعلن لـك ذلـك، ولكنه يـعلنـه لـلمطران وهـو يـذهب اليـك ويـقول لـك ألهمني الرب أن أدعوك الى الكهنوت.

هناك شيء واحد انت تعرفه، وهذا وحده في تراثنا أنك في حاجة الى توبة وأن طريق هذه هي الرهبنة. فاذا ألحّت التوبة وقرعت باب قلبك وهزّتك هزّة عنيفة، تختفي من هذه الدنيا وترجو رئيس دير أن يقبلك مبتدئًا وقد يجعلك كنّاسًا في الدير، وهكذا لمّا دخل القديس يوحنا الدمشقي الى دير مار سابا قرب بيت لحم وكان وزير مال عند العرب كلّفه رئيس الدير ان ينظّف أماكن قذرة. دخول انسان الرهبنة يعني أنه يعترف بأنه لا شيء والله وحده يقول له في اليوم الأخير إن كان صار شيئا.

قبل خمسين او ستين سنة، كان الناس يقولون إن الشرط الأساسيّ لدخول الخورنة أن يكون المرء جميل الصوت. ماذا يعرف وماذا لا يعرف لم يكن همّا لأحد. هذا زمان ولّى. زمان المعرفة البسيطة أيضا ولّى، والقوانين القديمة تحدّثت عن معرفة تفسيرية للكتاب المقدس.

ثم كيف تُقدّر انت أخلاقك وحياتك الروحية. ربما لم يظهر لك أن عدم الاستقامة في المعاملات كان شيئا كريها. ربما لم تفهم أن الأدب الجمّ في حياتك العائلية أساسيّ. غيرُك ينظر في آدابك ويقبلك أو يُعرض عنك وليس مضطرًا الى تبرير موقفه.

لا تطمع بشيء لأن الطمع من مجد العالم.

Continue reading
2009, مقالات, نشرة رعيتي

نشيد المحبة / الأحد أول تشرين الثاني 2009 / العدد 44

القسم الأول في هذا الفصل يتعلّق بالمواهب. للحديث عنها يقول الرسول إننا جسد المسيح. كياننا، مُجتمعين، كيان المسيح. وكل منا عضو في هذا الجسد. بعد هذا القول يتكلّم على مواهب الروح القدس بتنوّعها. الرسل الذين يذكرهم أولاً ليسوا فقط التلاميذ الإثني عشر. الكلمة صارت تعني مَن تُرسلهم الكنيسة الى البشارة. الأنبياء ويقرّ بوجودهم بولس في كنيسة العهد الجديد، وهم الذين أعطاهم الروح أن يُرشدوا الجماعة في الظرف الذي تعيش. ثم يذكر موهبة التكلّم باللغات التي ظهرت اولاً في العنصرة، وتتبعها موهبة الترجمة الى لغة الحاضرين، كما لم يهمل بولس ذكر صنع العجائب.

وعلى عظمة هذه المواهب يختم هذا القسم الأول بقوله إن هناك ما هو أفضل جدًا وهو المحبة. يُسمّى هذا المقطع “نشيد المحبة” عند المفسّرين.

يبدأ بافتراض: “إن كنتُ أنطق بألسنة الناس والملائكة ولم تكن فيّ المحبّة، فإنما أنا نحاس يطنّ او صنج يرنّ”. افتراض ليُعلي المحبة على كل شيء وحتى على موهبة إلهية.

عندما يعترض “إن كان لي الإيمان حتى أنقل الجبال ولم تكن فيّ المحبّة فلستُ بشيء”. هو يعرف أن الإيمان يوصل الانسان الى المحبة، ولكن يفترض هذا المستحيل ليعظّم المحبّة.

بعد هذا يصف تصرّف المؤمن المحبّ فيقول: “المحبّة تتأنّى وترفق”. واضح انك لا تقدر ان تحبّ انسانًا ولا تكون رفيقًا به. ثم تأتي الصفات المرافقة لهذه الفضيلة العظيمة. “لا تتباهى”. فأنتَ، اذا انتفخت أمام آخر كيف تحبّه؟ “لا تحتدّ، لا تظنّ السوء”. في بيئتنا نحن ضعفاء من حيث اننا نظن السوء في الآخر وإن كنّا لم نختبره. الرب يريد ان تقبل الآخر. تفترض أنه صالح إن لم تكن تعرفه. بالاختبار قد يتبيّن انه أساء التصرّف. هذا لا يعني انه يسيء التصرّف دائمًا.

المحبّة لا تحتدّ لأن الغضب يؤذي دائمًا شخصًا آخر. يجعل مَن تغضب عليه يظن انك تكرهه.

جمالات عظيمة كثيرة تتحلّى بها المحبّة. هي تفرح بالحق. تحتمل كل شيء. تحتمل الظلم والاضطهاد. انت ترى ان هذا او ذاك يتصرّف معك كأنك عدوّه. هذا تأخذه على نفسك، تعالجه، تخدمه، تغفر له كما ان أباك السماوي يغفر لك. ترجو كل شيء من الله وترجو كل تحسّن في الناس مهما ظلموا ومهما أبغضوا لأن أبواب الخلاص مفتوحة.

وأخيرًا يقول: “المحبة لا تستسلم أبدًا”. هي نافعة دائمًا لصاحبها ولمَن أحبّ. تشفي دائمًا اليوم او غدًا او بعد غد.

هي العلاقة التي أرادها الله بين الناس لأن “الله محبّة” كما يقول يوحنا في رسالته الأولى الجامعة. المحبّة ليست فقط صفة من صفات الله. هي جوهره. وكما أنها قائمة بين الآب والابن والروح القدس، يريد ربك ان تكون جامعة لأحبّائه.

Continue reading
2009, مقالات, نشرة رعيتي

بولس والرسل الأوائل / الأحد 25 تشرين الأول 2009 / العدد 43

خصوم بولس الرسول كانوا يذيعون أن “إنجيله” اي بشارته غير مؤسس على شيء لأنه لم يعرف يسوع شخصيا، لم يره وأنه مدين لمسيحيين سبقوه مثل حنانيا الذي عمّده. هو لم ينكر اتصاله بالأوائل ولا ينكر أنه أخذ عنهم وقائع تتعلق بحياة الرب وموته وقيامته. انما هو يعطي فهمه لهذه الأشياء.

لم يتسلّم إنجيله من إنسان او يتعلّمه من إنسان ولو كان تعليمه حسب إنسان محدد وفق حكمة هذا العالم. إنجيله مؤسس على ظهور الرب له على الطريق المستقيم المنتهي في دمشق (عند باب شرقي اليوم حيث تقوم بطريركيتنا). وكان له رؤى أخرى. من هذه الزاوية أمكن القول ان رؤىته للمسيح القائم لا تقلّ قيمة عن ظهورات الرب القائم لتلاميذه. الرؤى التي شاهدوها أقنعته بأن يسوع هو المسيح ابن الله.

هنا يذكر سيرته السابقة لاهتدائه. كان مدمّرًا للكنيسة وأكثر غيرة من اليهود على تراثهم. فجأة على الطريـق المستـقيـم أحسّ أن الله أفرزه من جوف أمه اي خـصّصـه له ودعاه ليُعلن ابنـه فيه ليبشّر به بين الأمـم الوثنيّة وقد فوّضه الرسل بذلك. “لساعتي لم أُصغِ الى لحم ودم”، لم أستشرْ أحدًا “ولا صعدتُ الى أورشليم الى الرسل الذين قبلي بل انطلقتُ الى ديار العرب” التي كانت قريبة من دمشق، ولفظة “ديار العرب” تترجم كلمة “العربية” التي كانت اقليمًا رومانيّا بـقرب دمشق، ولعلّ هذا يـدلّ على حوران او انه ذهب الى مديـنة من تـلك المنطقـة لعـّلها البـتـراء القـائـمة اليـوم في المملكة الأردنية الهاشميّة.

كان لا بـد له ان يـغادر دمشق لئلا يُعرّض مسيحييها ومنهم حنانيا الى الخطر اليهودي والى السلطة الحاكمة الخاضعة للأنـبـاط. كان ملك الأنباط الحـارث المـذكـور في الرسـالـة الثانية الى أهل كورنثوس.

بعد هدايته او بعد مكوثه في دمشق، مرّت عليه ثلاث سنين قرر بعدها ان يزور أورشليم ليتعرّف بصفا، وفي الترجمة التي ننشرها هنا لأتعرف ببطرس. لماذا بطرس؟ لأنه كان في مقام قياديّ بين الاثني عشر. لماذا أراد ان يرى يعقوب أخا الرب؟ لأنه كان كبيرا في اورشليم، والتقليد الكنسي قال لنا انه صار فيما بعد أسقفًا على أورشليم.

خمسة عشر يومًا كانت كافية ليطّلع من بطرس على وقائع تتعلق بحياة السيد، وكافية ايضا ليعرض “إنجيله” على بطرس، ليس انه كان يشكّ بإنجيله ولكن ليعبّر بولس في هذه المقابلة انه واحد من الرسل وحيّ بالجماعة الكنسية وواحد منها.

الانتماء الواضح الى الكنيسة، الارتباط بها كان شيئا هامّا عنده. ما ذهب الى أورشليم ليأخذ “رسامة” من بطرس لأن دعوته على طريق دمشق كانت رسامته. ولكن حبّه للاثني دعاه الى هذا التلاقي المحيي مع الأوائل.

Continue reading