2007 / الأحد 31 كانون الأول 2006 / العدد 53
أوّل يوم في السنة ليس عيدًا كنسيًا. هو يوم من كل الأيّام جعلت فيه الكنيسة عيدين: عيد ختانة الرب يسوع، وعيد القديس باسيليوس الكبير. نعيّد لختانة الرب كما نعيّد لكل الأحداث التي عاشها في البشرة. هذه الأحداث في تراكمها وتتابعها قادته إلى الموت. أما باسيليوس فهو أحد عظمائنا في اللاهوت والنسك والأسقفيّة والعمل الاجتماعي، وما من شك في انه جمع في ذاته كل فضائل الأسقفيّة، ومات وهو في الـ 49 من عمره السنة الـ 379.
وحيث اننا من هذا العام ننقلب إلى عام جديد نرجو ان يكون حقا آتيا لنا بما يجعلنا جددا في عيني الله. ولعلّ صورة الختانة تنفعنا هنا إذا منعنا العين ان ترى ما يؤذيها أو قباحة الناس، ونحول دون ان تسمع الأذن ما يسيء إلى العفة، وبكلمة بسيطة ان نحيا في النسك فنكون بريئين من كل عيب استرضاء للمسيح.
ويحق لنا إلى هذا السلام الداخلي ان نطلب السلام في كل العالم، في لبنان أولا والعراق وفلسطين وفي أيّة بقعة. الحرب مشتعلة حولنا، ونجدد أنفسنا بطلب السلام والصحة غير متناسين قول الرب: «اطلبوا أولا ملكوت الله وبرّه والباقي يُزاد لكم». وعلى ذلك ان قول العامة: «صحتك بالدني» كلمة غير صحيحة. تأتي بعد جهادك في سبيل القداسة. ولم يمنعنا الرب من طلب المال مع انه ألحّ ان نحترز منه وان نخشى سلطانه علينا. ليس علينا من ممنوع إذا كان ضمن الشريعة.
لعلّها مناسبة ان أذكّر المؤمنين بأنّ يوم رأس السنة نقيم فيه القداس الإلهي بحيث إذا قضينا العشيّة في سهر طويل أو لعب كثير لا نكون مهيَئين للصلاة في أول كانون الثاني. ولعلّ بعضًا منكم لا يزالون على رغم الفقر يلعبون القمار. وهذا مال ينبغي ان يبقى للعائلة أو ننفقه في العائلة أو نقوم فيه بإحسان. وهذه هي الأسباب الوحيدة التي تبرر تصرّفنا بالمال. أنت مؤتمَن على المال. أما أن تعطي مالك بسبب ورقة لعب فهذا تبديد للمال. ادخل إذًا هذه السنة الجديدة واثقًا بالربّ. وسلّمه نفسك وعائلتك ولبنان.
التجديد عندنا هو بالروح القدس ولا علاقة له بالأيام، ولكنه يتطلّب جهدًا كبيرا لأنه عمل مشترك بيننا وبين الله معطى في نعمته. لا تتكل فقط على النعمة بل جاهد. لا تبقَ مرتاحًا إلى جهدك واطلب النعمة. هذا ما نسمّيه المشاركة بينك وبين الله، وبهذا تكون كل أيامك جديدة.
وكما تبتدئ السنة المدنيّة، ابتدئ أنت حياتك مع المسيح إن كنت متباطئًا حتى الآن. هل عندك هذا العزم، هل تحب المسيح؟ هذه عمارة تعمَّر. اقرأ الإنجيل في بيتك. تعال إلى القداس. صلِّ مساءً ترَ ان الأشياء تغيّرت في نفسك وتغيّرت حولك. عندئذٍ هذه الأيام تكون رأسَ تَجدّدك في المسيح وبداءة مشوارك إليه. قبل ذلك كل شيء روزنامة. صرْ أنت روزنامة يقلبها الله ويقرأها بحيث يرى كل يوم شيئًا جديدًا ويرى كل عمرك جديدًا.
Continue reading