1996, مقالات, نشرة رعيتي

العنصرة/ الأحد 2 حزيران 1996 /العدد 22

العنصرة هي الحياة الجديدة التي تنزل علينا كل يوم وتكشف لنا جمال وجه المسيح وتجعل توبتنا ثابتة. كل مؤمن يذوقها بمقدار ويرى بها رؤى فيحب بصورة مدهشة فيغفر بما لا يتصوره الناس ويرقّ ويلطف كما لا يتوقعون. العنصرة هي المسيح معطى لنا بالروح القدس فيجعلنا شهداء ونحن جبناء وقادرين على تحدي الظلم وان نستقل عن المعتبَرين أقوياء وان نتكلم بما يفوق قدرتنا كما تكلم الصيادون.

لا يكفي لهذا ان نتعلم أمور الإيمان فالكثيرون تعلّموا واجترّوا الكتب اجترارا ولم يوصلوا رسالة لأن الكلمات كانت ميتة على ألسنتهم بعد ان كانت قلوبهم منطفئة. العبادات وهي حية استقبلوها أشكالا وما أحيتهم فمروا ولم تمسسهم نار. يمكن ان يقرأ انسان كتبا كثيرة ويبقى باردا. وقد تجد انسانا حارا يعرف القليل ويقول القليل ويمكنك ان تعيش على دفئه. هذا هو سر الروح القدس.

مع ذلك اتخذ الله أدوات له في الكنيسة. أقامهم روحه اساقفة وكهنة ولكنه لم ينعش قلوبهم. انوجدوا هكذا وماتوا ولكنهم يقولون في الخدمة الإلهية كلمات الحياة تعبُر بهم عبورا ولا تدخُل اليهم. خذ انت الروح الذي تعطيه الكلمات واشكر الله. قد يوقظهم الروح يوما. صلّ من اجلهم كل حين ولازم الكنيسة لأنها محطّ الروح وجسر الروح اليك, ولا تهتم انت ان كانوا يعثرونك ويجرحون تقواك. هذه خطيئتهم. خطيئتك انت ان لم تحضر الى الكنيسة انك فوّتَّ على نفسك فرصة الاستماع الى  الكلمة واقتبال الروح الذي يأتيك بالكلمة.

لا ترتكب نميمة بأحد منهم لئلا تزعج نفسك وتمرمرها ولا تنفع بالنميمة احدا. لازم الصمت فإنه افصح دليل على ان الروح فيك, فبالصمت تطهر وتُذْهِبْ عن نفسك وعن سواك الأذى. لقد كانت طائفتنا مسرحا للثرثرة خلال بضع عشرات من السنين وربما طوال تاريخها، وراوح الفاترون مكانهم واستفحلوا في انعدام المحبة لآنهم تمرمروا وبغضوا فغضبوا.

ليكن همّك الوحيد ان تقتتني الروح القدس بطاعة المسيح. خذ المسيح من الإنجيل.اجلد نفسك به كل يوم ولا تَسْعَ الى إصلاح الكنيسة بالتجمعات الصاخبة ضد فلان او فلان ولتغيير الأنظمة وإزاحة الناس عن مقاماتهم. الصخب لا ينفع شيئا. ان لم تَطْهُرُ نفسُك طهرا كبيرا وما صفت فلا يصدر منها الا المرارة والحقد. ليجتمع الطاهر الى الطاهر بقراءة الكلمة والصلاة، وبمقدار  ما تتكثف الصلاة في الجماعة يُصلِح الناس المسؤولين منهم والعامة.الوداعة هي نفسها تعطيك الوضوح اذا اقترنَتْ بالحَزم، والحزم ينزل عليك من الروح نفسه وهو الذي يلطِّف الشدة فيك فلا يجعلها مطرقة ولكنه يجعلها دواء.

اذا صار كلامك يشفي فهذا دليل انك حامل الروح.

Continue reading