Monthly Archives

April 2016

2016, جريدة النهار, مقالات

الفصح / جريدة النهار – السبت في 30 نيسان 2016

كان الفصح عند اليهود ذكرى عبورهم من عبوديتهم في مصر إلى أرض الميعاد. بات عبورنا من دنيانا إلى المسيح كل يوم من أيام حبنا له وموسما في السنة حتى لا يفنى الحب. دائمًا أنت تذهب إلى المسيح وإذا مت لا يموت. المسيح هو كل شيء وكل الوجود أو ليس من وجود.

الفصح عبورنا من عبودية الخطيئة إلى حرية المجد الذي في الله. لا لصوق بالأرض ولا لصوق بمخلوق. دائمًا أنت تعبر. إذا إلتصقت بهذه الأرض لا تكون إنسانًا فصحيًّا. وإذا التصقت بالجسد لا يكون عندك روح. حتى تكون إنسانًا فصحيًّا يجب دائمًا أن تذهب. ليس في المسيحية استكانة. فيها هذا السكون الذي يأتي من التحرك الداخلي. القِبلة (بكسر القاف) هي وجهه. كل الوجوه تيه. متى تأتي يا رب وتخطفنا إليك؟ وجهك وحده ليس تجميدًا للرؤية.

قصة المسيحية أن الفرح عندها يمر بالألم. المسيحية لم تخترع الحياة، لاحظتها وقالت انها تعبر إلينا بالألم. ليس اننا نحب الألم. هو موجود أو هو الوجود الثابت. هذا تشويه للمسيحية ان نعتقد انه يجب السعي إلى الألم. جاء المسيح ليخلصنا منه. هو ما دعانا إليه. حقيقة المسيح في القيامة وفي إيماننا ان القيامة ابتدأت على الصليب إذ ارتضاه المسيح. لذلك في الفهم الكامل لإيماننا ان الفصح ليس فقط يوم الأحد ولكنه الثلاثية التي تبدأ بيوم الجمعة العظيمة. أحد الفصح هو إعلان الفصح.

الخطأ ان تظن انك قادر على أن تقيم في الفرح بلا ذكر الخطأ، ان تقف عند الألم وان تستلذه. الخطأ في تبسيط الأمور بالاعتقاد ان المسيحية دين الصليب فقط. هي ليست كذلك الا لأن الصليب كان طريق المسيح إلى قيامته. لذلك المؤمن الفهيم من يبدأ فصحه من الجمعة العظيمة. لك الحق ان تقول «على دين الصليب يكون موتي» إذا فهمت ان الصليب مرحلة أولى من القيامة. اما ان توجع نفسك إراديًّا ظنًا انك تقترب من السيد فهذا عشق للألم وهو مرفوض. المسيحية ليست ديانة الصليب الا لكونه انطلاقة إلى الانبعاث. وهذا تجده ساطعًا ان تابعت حقا كلمات العبادة عندنا يوم الجمعة العظيمة. مرة أخيرة أقول ليس عندنا استلذاذ بالألم. هو موجود ومن تجاهله ليتكلم حصرا عن القيامة يكون خارج الواقع البشري. من حصر نفسه فيه يكون متكرا للرجاء.

نحن نكون حقا فصحيين ان قدرنا ان نرى الغلبة من بعد الألم. هذا يدل على ان ليس الألم كله الخلاص. ولكنه هنا معنا ونمر به شرطا للخلاص منه. كنيستي موفورة البركات لأنها تعرف الوحدة بين الجمعة العظيمة وأحد القيامة. من وقف عند الجمعة العظيمة يحب موت السيد فقط. هذا ليس كل الخلاص. المسيح الحي هو الخلاص. صح ان هذا كان من بعد موت. المتعمق في الإيمان يعرف ان المسيح في موته على الخشبة كان حيًّا في جوهره أي كان في موته واحدًا مع الآب. قتلوه وصلبوه وبقي حيًّا. هذا هو سره وهذه حياتنا.

سره انه مات وان الموت لم يقهره جسديًّا. مات ثم قام ولكن في رؤية الآب له بقي حبًّا أبدًا. انه هو فصحنا أي قيامتنا الدائمة من الخطيئة والموت.

Continue reading
2016, جريدة النهار, مقالات

الدخول إلى أورشليم / جريدة النهار – السبت في 23 نيسان 2016

«كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي كامل». لم ترغب بسبب من تواضعك العظيم أن تقول كما اني أنا كامل. كيف يا سيدي يبلغ الإنسان كمال الله؟ أأنت، حسب اللغة، تقول انه على هذا قادر. أما قلت أنت للبشر كونوا كاملين؟ هل يبلغ الإنسان في هذه الدنيا قامة الله؟ والا ما معنى الكلام.

هو قال: أنتم آلهة أي انكم قادرون على بلوغ الكمال الروحي في حدود جسدكم وكأن المعنى ان لا حدود بين الله والإنسان. ما معنى التشبه بالله إذا لم يكن معناه انه قادر على هذا التشبه؟ «كونوا كاملين» الا تعني انكم صيروا بلا خطيئة؟ كيف يكون هذا والكلام إلى ناس ما زالوا في هذه الدنيا؟

كل صلواتنا تدل على اننا دائمًا في الخطيئة وان التحرر منها رجاء فقط. والسعي نحن مأمورون به والوصول لم يعدنا الله به في حدود هذه الدنيا. وما جاء في كتابنا ان بعد الموت سعيًّا ممكنا وما أعطيتَ أنت الإكليل الا وعدًا. وإذا كان الله يدين الناس قاطبة فهذا إقرار على ان كل إنسان تحت الخطيئة وان كل إنسان يدان بما في ذلك القديسون. وأنت إذا استشفعت القديسين تعلم انهم ما عدا مريم ينتظرون دينونتهم. وإذا بيننا وبين من أعلنت الكنيسة قداستهم فرق في رتبة القداسة وليس من فرق في الجوهر. القديسون مثلنا ينتظرون الكمال. من هم القديسون؟ لا تقول الكنيسة انهم صاروا شيئًا. تقول انهم على بعض من المحبوبية وانهم باتوا بذلك نماذج لك.

جميل أن يعرف الإنسان انه خاطئ إلى الأبد لئلا يستكبر. خاطئ مع التوبة، مع أعظم توبة لا يراه الله جميلا. الله يرى فقط مسيحه جميلاً.

لما كنت شابًا كان دائمًا يذهلني ان الكاهن يرى نفسه خاطئًا ولكنه يعرف ان له سلطانًا ان يقول للتائبين ان الرب يقبلهم. أنا خاطئ وتائب معًا وفي الجنازة تعلن الكنيسة ان كل إنسان خاطئ. وإذا هي طوبت قديسًا لا تعلن انه تبرأ من الخطيئة. وإذا غفرت لك في الكنيسة خطاياك لا يعني هذا انك صرت من الأبرار. ليس من بار الا ذاك الذي علقوه على خشبة.

القداسة دعوة والقديسون مجرد دعاة. لا يعني تطوبيهم انهم باتوا في البر كاملا. هذا في الطبيعة غير موجود. أنت تأخذ برك من المصلوب أي إذا صرت مثله. هل يأتي يوم تصبح فيه مصلوبًا بالكلية؟ هذا غير ممكن قبل القيامة الأخيرة. نحن مع المسيح فقط على الرجاء وكما يعرفنا هو. في هذا الجسد الدنس لا نصل. نصلي فقط. والرب يقرأنا ولا نقرأ أنفسنا.

فلنحاول أن ندخل إلى أورشليم السماوية لنطهر أنفسنا بالمسيح. أعرف ان التوبة ان باشرناها لا تتم الا على سرير الموت. ما أقبح الإنسان في اشتهائه الخطيئة!

سنحاول اليوم الدخول ليس إلى أورشليم الأرضيّة ولكن إلى ذات المسيح وملكوت قلبه. لعل اهتداءنا الحقيقي في هذا الموسم ان ليس لنا الا ابن مريم في حنانه وأوجاعه وان يرجو كل منا لمسة منه. هي تكفي. بها ندخل إلى السماء. هذه هي أورشليم الحقيقية. وإذا دخلنا يكون لنا فصح أي فصح كل يوم بقيامتنا من موت الخطيئة واشتهائنا البر.

البِرُّ أورشليمُ كل واحد، ليس لنا وطن الا البر. أنا أعرف القدس. زرتها غير مرة لما كانت في أيدي العرب. لم يبق لنا غير القدس العليا في السماء.

Continue reading
2016, جريدة النهار, مقالات

مريم المصرية / جريدة النهار – السبت في 16 نيسان 2016

مريم المصرية وهي من القرن الرابع نقدمها نموذجًا للتوبة. لست أعرف لماذا نماذج التوبة عندنا هي بالدرجة الأولى من النساء. هل هذا لأن الذين كتبوا في التوبة كانوا من الرجال وإحساسهم الأول ان التوبة هي التوبة عن النساء.

أليست مبالغة في أدب التقوى عندنا أن نتكلم بصورة أساسية عن عودة النساء إلى الله مع أن شيئًا واحدًا لا يدل أن قوة الخطيئة هي عندهن أولاً. ولكن الرجال هم الذين كتبوا. ثم لماذا تبيان التوبة على أنها عودة عن خطايا الجسد أولاً؟

مهما يكن من أمر في كنيستي نظهر هذه المرأة نموذجًا للعائد إلى ربه وليس فقط استعفافًا من الجسد والكبرياء أكثر فتكًا. لماذا أيقونة مريم المصرية لها مكانة خاصة في غرفة نومي؟

ما من شك عندي ان التوبة الكبرى أعجوبة. عندما تدرس أنت علم النفس درسًا كبيرًا يتضح لك ان التوبة لا ترد بسهولة في ميول النفس فالإنسان يحب رذائله ويريد ان يبقى عليها وما من شك عندي ان التائبين الحقيقيين قلة. لذلك لا يذهلني في سيرة القديسين ان يعتبر التائبون منهم قلة عزيزة. العودة عن لذات الجسد تعني عودة من تكوين نفساني كامل صار لك من اللذات وكأنك مخلوق جديد. أنت بالتوبة لا تبقى ذاتك، تصير إنسانًا جديدًا. التوبة بمعناها العميق الشامل لكياننا لا تفهم عقليًّا. لذلك لا يذهلني أن تتعلق الكنيسة تعلقًا شديدًا بالذين عادوا إلى ربهم لأنهم في التكوين البشري كانوا عنه بعيدين.

ما يلفتني إيمان الكنيسة في عرضها نماذج التوبة عند رجال ونساء تؤمن ان بين السامعين اليوم ناسًا مثلهم أي انها ترجو عودتهم إلى الرب بالقوة التي عادت بها أمنا مريم المصرية. ما يدهشني أكثر ان المعلمين الروحيين الكبار يتكلمون عن التوبة وكأن الناس قادرون عليها. كيف يثقون هكذا بالناس الغارقين في أوحال الخطيئة؟

طبعًا التوبة أعجوبة. كيف تنسكب النعمة بهذا المقدار في النفس الغارقة في الأوحال وقد تربت عليها وآلفتها وانضمت إليها؟ كيف تنقل النفس القذارة الرهيبة إلى الضوء؟

الأعجوبة ليست أن تشفى من مرض. هذا ليس فيه تغيير في الكيان. الأعجوبة في التوبة. كيف الفاسق يسترد العفة في لحظة؟ هل من ناموس طبيعي معقول يجعله يتحول هذا التحول الكامل ويمكن أن يبقى طوال حياته الباقية لا يحن إلى الرذيلة؟ لست أرى أعجوبة أعظم من التوبة.

ثم لماذا يعجب المسيحيون بالقديسين الذين تابوا، ولا يعجبون بالذين عاشوا طيلة حياتهم تائبين؟ ربما لا يرون الأعجوبة في الذي كان طاهرًا طيلة حياته. نحن الذين درسنا علم النفس درسًا عظيمًا تعرف تداخل الخطيئة في الكيان البشري وصعوبة استئصالها. كيف وصل الذين وصلوا؟ ليس عن هنا جواب على مستوى العقل. رؤيتك الروحية الفهيمة للذين تابوا، خبرتك إياهم تجعلك ترى أن في الأمر عجيبة.

مما يذهلني في المسيحية أنها تتكلم عن أجمل ما عندها لأنه معطى أو كأنه معقول وهذا غير صحيح. المسيحية أعجوبة من البدء إلى الآخر. عليك أن ترى وأن تفرح.

مريم المصرية ليست الوحيدة في التوبة. كل من عرف النفوس التائبة من عمق الخطية يفهم أن التوبة أعجوبة عند كل من ذاقها. أن تعود كليًّا ونهائيًّا عن أعمال كان لك فيها لذات لأمر فوق المعقول. ولكن الله صانع العجائب في الكثيرين اليوم أيضًا.

كل خاطئ منا نموذجه مريم المصرية. يمكن أن يتوب ولكن هذا لا يحصل الا إذا تراءى له بنعمة من ربه ان عودته أطيب له من بقائه في الخطيئة.

Continue reading
2016, جريدة النهار, مقالات

بعض اتهامات المسيحية/ جريدة النهار – السبت في 9 نيسان 2016

دائمًا كانت المسيحية في قفص الاتهام لأن الناس لا يقرأونها جيدًّا. ومن أهم الاتهامات انها ضد الجنس. كيف تكون كذلك والمسيحيون يتزوجون والكهنة في الشرق يتزوجون وفي الكنيسة الأولى أساقفة يتزوجون وبتولية هؤلاء ليست قولاً إلهيًّا ولكنها قرار كنسي ما كان معروفًا في القرون الأولى.

ليست المسيحية ضد الجنس بدليل بسيط وهو انها تبارك الزواج وتزوج الناس. هي ضد الانفلات والأخلاقيون من أهل الدين ومن غير أهل الدين ضد الانفلات، كل ما تقوله المسيحية في هذا الباب ان ممارسة الجنس مباحة فقط في الزواج وهي ليس عندها شرطة لتمنع أحدًا من الزنا. تدعو إلى العفة قبل الزواج وفي الزواج. الرهبانية خيار لمن شاءه ولا تشجع أحدًّا عليه ان لم يكن موهوبًا. لكل منا منهجية. يتبتل من شاء والمتبتلون قلة عزيزة ولا نشجع أحدًا على البتولية والمعروف عندنا انها قرار تتخذه أنت بإرشاد أبيك الروحي وموافقته ولا تستطيع ان تتفرد به. لظروف تاريخية فقط وليس لعقيدة اختارت الكنيسة أساقفتها من الرهبان. لا يمنع شيء من تغيير هذا الموقف إذا رأت الكنيسة انه بات الآن صعب المنال. بكلام أبسط ليس من تلازم عندنا مبدئي بين الأسقفية والبتولية.

موقفنا ان الجنس بعض من الزواج. لذلك نريد شباننا على العفة قبل زواجهم. نحن نفضل للعائش في المجتمع التزوج على العزوبة وندفع العازب إلى الزواج ما لم يطلب الرهبانية.

المسيحية لا تخشى الجنس ولا تفضل العازب في المجتمع. من ارتضى العزوبة من أجل الله تريده راهبًا. هذا نهج عندنا. نحن ضد التفلت أو ما يسمى الحريّة الجنسية إذ نقول ان الجنس نحياه فقط في الزواج. نقول بالعفة لكل الناس يحياها المتزوج بالانفراد بزوجته ويحياها العازب في وحدته مع الله. نهائيًّا ومرة واحدة نقول ان الجنس تعبير من تعابير الحيّاة الزوجية ولا مكانة له خارجها.

المسيحية تقبل اللذة إذا كانت جزءًا من الشريعة. نحن لسنا ضد سرور البشر ولكنا نريد السرور خاضعًا لمشيئة الله.

ما قلنا مرة ان الراهب أفضل من المتزوج، والكنيسة الأرثوذكسيّة في ممارستها تفضل الكاهن العائش في المجتمع متزوجًا، وما يحبه الأرثوذكسيون ان البتول يعيش في الدير أي في شراكة مع الرهبان، هذا جاءنا من ممارسة تاريخية طويلة.

Continue reading
2016, جريدة النهار, مقالات

الصليب / جريدة النهار – السبت في 2 نيسان 2016

الانتصار باسم الدين عندنا بدعة لأن المسيحي ينتصر إذا ضربوه ظلما ولا ينتصر مرة إذا ضرب. وإذا سعى إلى الحرية فليس حصرًا لكي يحرر نفسه ولكن لكي يحرر ظالمه أيضًا. هو لا يحرر نفسه من ضاربيه الا ليحررهم هم من ضربهم. هو لا يفتش على ان يكون مصلوبا. السعي إلى الألم ليس من ديانتنا. التحرر من الألم هو من صلب ديانتنا. يخطئ من قال اننا نرحب بالأوجاع. نرحب فقط بالصبر عليها. لذلك كثيرة عندنا الصلاة من أجل المريض. لا نشكر الله لكونه سمح بالمرض، نشكر إذا عفا عنه. لسنا نحن الذين قلنا ان المسيحية دين المرضى والمجانين والمكسورين. هذه تهمة من نيتشه. نحن دين الصحة بما ان ديننا أساسا دين القيامة.

ليس عليك ان تسعى إلى الأوجاع. هي تسعى إليك، ودليل ذلك ان المسحيين هم أول من أسس المستشفيات وقد جعلت الكنيسة الصلاة من أجل المريض ركنا من أركان العبادة وله ليلة خاصة في الأسبوع العظيم المقدس، والواضح في الإنجيل ان من المهام الرئيسة ليسوع الناصري انه يشفي المرضى. وإذا أردت التعريف الواقعي عن الناصري تقول انه معلم وشافي مرضى، والتركيز العظيم على الصليب عندنا ليس انه مكان الأوجاع الا لأن الشفاء يبدأ بها. أخطأ كل من علم اننا نستلذ الأوجاع. تعليمنا الحقيقي ان ملذتنا هي بالتحرر من الأوجاع.

لما كنت صبيا كنت أكره وضع النساء الصليب مكشوفا على صدورهن. لماذا هذا التظاهر والصليب علامة خفاء المسيح؟ هذا التساؤل ما كان سهلا علي وأنا ابن صائغ أي إنسان يعيش من بيع الحلى للنساء، للشريفات منهن، وللكاشفات عهرهن. المرأة تلازم الذهب إذًا في طفولتي. وبعد طفولتي فهمت ان المرأة هي التي تظهر وان الحلى ثانوية عند الرجال.

ماذا يعني الصليب سوى ان المرء يجب ان يموت قبل ان يحيا؟ لماذا كان هذا التركيز في المسيحية الغربية على الصليب وما كان علـى القيامة؟ هذا هو واقع المسيحيين في الغرب وما قلت انه تفكير كنيستهم. أعرف كل المعرفة ان ليس في المسيحية الغربية إغفال عن القيامة. ولكن الذي يسود شعبيا هو اهتمام المسيحي الغربي بمقهورية السيد مع ان هذا غائب عن العقيدة والعبادات. ربما أتى هذا من استلذاذ الإنسان بألمه ظنا منه انه إشفاق من الله عليه. لا مأخذ اطلاقًا عندي على العبادات الكاثوليكية في هذا الباب. كلها صافية. مأخذي على الجماهير التي تحب الألم. ربما أحس الكثيرون انهم يكتسبون تقوى بتوجعهم.

طبعا نحن لا نفتش عن ان نوجع أنفسنا. هذا استلذاذ مرضي ولكن لا بد من التذكير ان الألم قائم وانك لا تستطيع الهروب منه. لا تأتي به ان لم يوجد. اعرف انه دائما داخل إلى كيانك وساكن فيه. لا فرق إطلاقا بين الكنائس المسيحية في موضع الألم. ليس من كنيسة تحبه وان استلذ بعض آلامه اعتقادا منه انها تقربه بالضرورة من المسيح. صح ان تقول على دين الصليب يكون موتي ان سعيت بهذا الموت إلى القيامة.

Continue reading