هل الله يكتب؟ / السبت في 22 شباط 2014
لماذا أكتب؟ هل أنا أكتب أم الله يكتب أحيانًا بي أو فيّ. ان كان الله لا يكتب فيك فلست بشيء ويجب ان تكف. الكاتب خادم الحقيقة وليس بمزخرف. الحقيقة ان احتدمت فيه ورفعته هي وحدها التي تجعله كاتبًا والا كان مقلدًا تافهًا.
لست مهتمًا هنا بظاهرة الكتابة ولكن بالحقيقة التي تكشفها الكتابة مبدأ وأساسا. أنت لست كاتبًا بالمعنى الصناعي أصلاً. أنت مبلّغ. الكاتب ليس خالقًا إلاّ اذا أراد ان يلعب لعبة الأسلوب. هو ناقل الحقيقة التي نزلت عليه.
الكاتب الكبير لا يقول إلا ما يملى عليه. هو زائف اذا أراد ان ينقل ما يعتبره له. الكاتب يجيء من غيره، يجيء من الله أو هو صانع كلمات. ان أحسست انك تؤتي الناس من عنديات بيت أبيك أو ما يشبه أباك فأنت خائن للكلمة لأن هذه كانت في البدء. لك ان تحس أحيانًا ان في أحشائك كلمات ولكن ان عرفت انها ليست من الله فأبصقها.
ان عرفت ان في فمك كلمات ليست من الله اخرس. فاذا لم يضع كلماته فيك يكون الشيطان واضع كلماتك. صمت الطاهرين أفعل من كل الكلمات المصطنعة. لا يسوغ لفمك ان ينطق بكلمة لم تنزل عليه من الله. الكلمة ليست مبدعًا. هذه نقولها من أجل الجماليات. الله يكتب بيدك أو ليست يدك شيئا. ان نسبت إلى نفسك قوة كلماتك تكون حليف الشيطان. لا كلام إلاّ كلام الله ونحن مبلغون. ان كنت ممعنًا في الكلمة الإلهية لك ان تعرف ما هو على لسانك من الله ومشتهاك ألاّ تقول إلاّ ما قاله مرة وإلى الأبد.
ان تكتب أتاك من وكالة إلهية إن كنت كاتبًا مؤمنًا. وإن لم تكن مؤمنًا تأتي من نزواتك أي من كبريائك وليس لنا شأن بها. الكاتب المؤمن قد يُسمّى مبدعًا. هو لا يهمّه الأمر. يرى نفسه رسولا لكلمة الله في الصناعة التي هو قادر عليها. ومن اصطفاه الله وحده يبلغ. الباقون أبواق فكر بشري قد يحمل جمالات وأنت تخترق الجمال البشري لترى إلى بهاء الرب.
أنت كالوالدة تفرح لأنها وضعت ولا يكون وليدك عظيمًا ما لم يكن ابنًا لله. أنت لا يجوز لك ان تكتب ما لم يرغمك الله على ذلك. المؤمنون ينتظرون منك كلمة إلهية لا أقوالاً مصنوعة. دائمًا في البشرية من يتقن الزخرف. القليل من الكتبة ينقلون الله. الكلمة البشرية غلاف للكلمة الإلهية وإلاّ كانت من النزوات. فمك فم الله وإلاّ كنت تافهًا. الابداع لا تصطنعه ان كنت عظيما. تتناوله من فوق ويحس الناس ان فمك صار فم الله.
الكلام البشري ناسخًا لكلام الله يعني لي شيئًا. أنا ما قلت ردد كلمة الله كما تقرأ قصيدة. ليست عظمتك ان تكون فريدًا في الصياغة. هي ان يكون عقلك منسوخًا من عقل الله بالكلمات التي تحسنها. الكاتب الكبير الكبير هو من عرفه الله انه بوقه. غير هذا هذيان بشري.
Continue reading