أسامة بن لادن وأيمن الظواهري كانا يسميان المسيحيين صليبيين مع ان العرب ما كانوا يعرفون كلمة صليبيين ولكن كلمة فرنجة ومسيحيو هذه البلاد عندهم هم النصارى. الدمج بين قومية المسيحيين وديانتهم لم يكن اذًا واردًا. الترادف بين المسيحية والصليبية بقي في عقل أهل القاعدة قائما الى يومنا هذا مع ان السيد بن لادن الذي عاش في بيروت ما لا يقل عن خمس سنوات كان يعلم ان كنائسنا لا سلاح فيها في الأيام التي قضاها معنا والدكتور الظواهري الذي عرف الأقباط في مصر كان يعلم ان الأقباط لا يقتلون احدا وما اقتحم الصليبيون مصر ولكنهم اقتحموا بلاد الشام وامبراطورية الروم. هل خاف اولو الأمر في الحركات الأصولية او الإحيائية حقا مسيحيا واحدا في ديار العرب؟
اعرف ان الذاكرة التاريخية شرسة، حادة ولكنها ذات علاقة ولو ضعيفة بالواقع. هنا ليس عندنا شيء من هذا. لقد بين امين معلوف في كتابه عن الفتوحات الصليبية ان الذين قاموا بها كانوا متوحشين اكثر مما يتصوره عقل ولكن ما علاقتنا نحن المسيحيين الشرقيين بهؤلاء وكنا ساندنا المسلمين في تلك الحروب وذبحنا الفرنجة في القدس وقمعونا في انطاكية. ما لم يفصل المسلم في ذهنه المسيحي عن الغرب يبقى محملا المسيحي المشرقي او العربي كل خطيئات الغرب منذ فجر المسيحية حتى اليوم ويبقى هذا المسيحي، بشدة او خفة، عميلا للغرب او حليفا او متواطئا حتى قيام الساعة. والكل يعلم اننا التماسا لوحدتنا المجتمعية الكاملة مع المسلمين اوجدنا مفهوم العروبة. مرة سألني مثقف مسلم كبير: لماذا لا تبقون على أرض المسيحية ونحن على ارض الاسلام فنحتنا مفهوما مشتركا وهو العروبة.
الناس يحتاجون الى ارض مشتركة يتكلمون منها. كيف نتكلم عن الاسلام والمسيحية لنلتقي والمسلم في قراءتي له ليس له ارض الا القرآن. ما قلت في هذا ان ليس عنده حب لوطنه ولكن ما أقوله ان اللصوق بين الإسلام والوطنية قائم عنده واننا في حاجة الى اختلاق ارض محايدة نسميها الوطن مفارق للدين لكي يأتي تفاهمنا مستندا الى معطيات واحدة لا يمكن ان تأتي من الدين.
# #
#
الوطن يأتي من هذه الدنيا وتستند اليها لتسوسه. اما الدين فوحي اي ينزل عليك من السماء ولذلك لا تستطيع ان تبني الدنيا من الآخرة. وبخاصة لا تستطيع ان تقيم البلد على المعتقد المسيحي وعلى المعتقد الإسلامي بآن لاختلافهما. لذلك اجيب هذا الصديق المسلم الذي واجهني بسؤال وجيه: نحن مضطرون الى العروبة او كنا كذلك في مطالع القرن العشرين ولاسيما اننا حلمنا بانحسار العثمانيين عن بلادنا وكان هؤلاء قد اقتربوا جدا من العصر منذ اصدروا التنظيمات في منتصف القرن التاسع عشر. ولو بقيت العثمانية في آخر الحرب الأولى على حداثتها لما احتجنا الى استخدام مفهوم العروبة.
هناك سوء تفاهم بين المسيحيين والمسلمين في هذا الموضوع ناتج من التاريخ. فالاسلام في الجزيرة العربية اكتشف العروبة عند ظهوره. والارتباط قوي بينهما. والقرآن كتاب عربي كما جاء فيه. والعرب عندما اسلموا توحدوا في هذه الدنيا ازاء الفرس من جهة وازاء الروم من جهة اخرى واجتازوا القبلية التي كانوا عليها الى ملة ابراهيم أو الى الأمة التي الله مكونها وحافظها وكانت خير أمة اخرجت للناس. لذلك لا يسعك ان تطلب اليهم ان يميزوا في دنياهم بين عروبتهم وإسلامهم وتزول العروبة فقط في الآخرة.
اما المسيحيون فعند ظهورهم ما خلطوا بين دينهم ودنياهم بناء على قول معلمهم: «اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله». وتوا رأوا أنفسهم رومانيين وان لا علاقة لهذا بايمانهم ولا اختلاط بين هذا المدى وذاك. لذلك كانت تسمية المسيحيين صليبيين مضحكة وجاهلة ليس عندي وصفة تدل الناس كيف يتلاقون. لن أناقش النظام العلماني في هذا المجال الآن. غير ان ما لا بد من تذكير الناس به هو ان الدول الغربية علمانية بوجوه مختلفة وانها ليست دولا مسيحية وقد لا يمارس قسم كبير من شعوبها الايمان المسيحي.
لذلك اذا اختلفت هذه مع شعوب اسلامية فليست المسيحية هي التي تختلف مع شعوب مسلمة. ويكون جاهلا من اعتقد ان حكومات الغرب تناصر مسيحيا على مسلم في مناطقنا والأغلب انها تنصر المسلم في هذه البلاد بسبب من غناه. واذا كانت دعاوة الإسلاموفوبيا Islamophobie قد انتشرت في الغرب فلا تأثير لها على سياسة الدول لأن هذه عاشقة للنفط ومشتقاته. ونصرة الغرب للأنظمة العربية القائمة او نصرتها للمحتجين او الثوار كلها جزء من المصلحة الغربية او جزء من العداء القائم بين روسيا والصين من جهة والدول الغربية من جهة اخرى. اين الصليبية في هذا؟
الى هذا ماذا يفسر لك قتل المسيحيين العراقيين والمصريين ولا غبار على وطنيتهم؟ لا يقنعني احد بقوله ان القضية هنا وهناك سياسية. الفريق المسيحي العراقي والفريق المسيحي المصري لاعلاقة لهما بالسياسة. من يربي العرب لكي لا يقتلوا من كان على دين آخر. هل الآخر موجود في كليته، في آخريته، في اختلافه، في مقاومته الفكرية؟ هل بقيت العروبة أرضًا مشتركة نقف عليها من اجل الحب؟ تزعجني هذه العبارة: الإسلام براء من هذا السلوك. المواطن لا يهمه درس الأديان. يهمه الا يقتله انسان آخر، الا يذهب ضحية التمازج بين الدين والدنيا، الا يسود الأوطان دعاة دين واحد وان كانوا كثرا من هذه الديانة او تلك.
نريد السلام. الله هو السلام. المهم ان ينزل هذا على سلوكنا اليومي وان يصير في كل منا محبة مسكوبة بلا حدود.
أسامة بن لادن وأيمن الظواهري كانا يسميان المسيحيين صليبيين مع ان العرب ما كانوا يعرفون كلمة صليبيين ولكن كلمة فرنجة ومسيحيو هذه البلاد عندهم هم النصارى. الدمج بين قومية المسيحيين وديانتهم لم يكن اذًا واردًا. الترادف بين المسيحية والصليبية بقي في عقل أهل القاعدة قائما الى يومنا هذا مع ان السيد بن لادن الذي عاش في بيروت ما لا يقل عن خمس سنوات كان يعلم ان كنائسنا لا سلاح فيها في الأيام التي قضاها معنا والدكتور الظواهري الذي عرف الأقباط في مصر كان يعلم ان الأقباط لا يقتلون احدا وما اقتحم الصليبيون مصر ولكنهم اقتحموا بلاد الشام وامبراطورية الروم. هل خاف اولو الأمر في الحركات الأصولية او الإحيائية حقا مسيحيا واحدا في ديار العرب؟
اعرف ان الذاكرة التاريخية شرسة، حادة ولكنها ذات علاقة ولو ضعيفة بالواقع. هنا ليس عندنا شيء من هذا. لقد بين امين معلوف في كتابه عن الفتوحات الصليبية ان الذين قاموا بها كانوا متوحشين اكثر مما يتصوره عقل ولكن ما علاقتنا نحن المسيحيين الشرقيين بهؤلاء وكنا ساندنا المسلمين في تلك الحروب وذبحنا الفرنجة في القدس وقمعونا في انطاكية. ما لم يفصل المسلم في ذهنه المسيحي عن الغرب يبقى محملا المسيحي المشرقي او العربي كل خطيئات الغرب منذ فجر المسيحية حتى اليوم ويبقى هذا المسيحي، بشدة او خفة، عميلا للغرب او حليفا او متواطئا حتى قيام الساعة. والكل يعلم اننا التماسا لوحدتنا المجتمعية الكاملة مع المسلمين اوجدنا مفهوم العروبة. مرة سألني مثقف مسلم كبير: لماذا لا تبقون على أرض المسيحية ونحن على ارض الاسلام فنحتنا مفهوما مشتركا وهو العروبة.
الناس يحتاجون الى ارض مشتركة يتكلمون منها. كيف نتكلم عن الاسلام والمسيحية لنلتقي والمسلم في قراءتي له ليس له ارض الا القرآن. ما قلت في هذا ان ليس عنده حب لوطنه ولكن ما أقوله ان اللصوق بين الإسلام والوطنية قائم عنده واننا في حاجة الى اختلاق ارض محايدة نسميها الوطن مفارق للدين لكي يأتي تفاهمنا مستندا الى معطيات واحدة لا يمكن ان تأتي من الدين.
# #
#
الوطن يأتي من هذه الدنيا وتستند اليها لتسوسه. اما الدين فوحي اي ينزل عليك من السماء ولذلك لا تستطيع ان تبني الدنيا من الآخرة. وبخاصة لا تستطيع ان تقيم البلد على المعتقد المسيحي وعلى المعتقد الإسلامي بآن لاختلافهما. لذلك اجيب هذا الصديق المسلم الذي واجهني بسؤال وجيه: نحن مضطرون الى العروبة او كنا كذلك في مطالع القرن العشرين ولاسيما اننا حلمنا بانحسار العثمانيين عن بلادنا وكان هؤلاء قد اقتربوا جدا من العصر منذ اصدروا التنظيمات في منتصف القرن التاسع عشر. ولو بقيت العثمانية في آخر الحرب الأولى على حداثتها لما احتجنا الى استخدام مفهوم العروبة.
هناك سوء تفاهم بين المسيحيين والمسلمين في هذا الموضوع ناتج من التاريخ. فالاسلام في الجزيرة العربية اكتشف العروبة عند ظهوره. والارتباط قوي بينهما. والقرآن كتاب عربي كما جاء فيه. والعرب عندما اسلموا توحدوا في هذه الدنيا ازاء الفرس من جهة وازاء الروم من جهة اخرى واجتازوا القبلية التي كانوا عليها الى ملة ابراهيم أو الى الأمة التي الله مكونها وحافظها وكانت خير أمة اخرجت للناس. لذلك لا يسعك ان تطلب اليهم ان يميزوا في دنياهم بين عروبتهم وإسلامهم وتزول العروبة فقط في الآخرة.
اما المسيحيون فعند ظهورهم ما خلطوا بين دينهم ودنياهم بناء على قول معلمهم: «اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله». وتوا رأوا أنفسهم رومانيين وان لا علاقة لهذا بايمانهم ولا اختلاط بين هذا المدى وذاك. لذلك كانت تسمية المسيحيين صليبيين مضحكة وجاهلة ليس عندي وصفة تدل الناس كيف يتلاقون. لن أناقش النظام العلماني في هذا المجال الآن. غير ان ما لا بد من تذكير الناس به هو ان الدول الغربية علمانية بوجوه مختلفة وانها ليست دولا مسيحية وقد لا يمارس قسم كبير من شعوبها الايمان المسيحي.
لذلك اذا اختلفت هذه مع شعوب اسلامية فليست المسيحية هي التي تختلف مع شعوب مسلمة. ويكون جاهلا من اعتقد ان حكومات الغرب تناصر مسيحيا على مسلم في مناطقنا والأغلب انها تنصر المسلم في هذه البلاد بسبب من غناه. واذا كانت دعاوة الإسلاموفوبيا Islamophobie قد انتشرت في الغرب فلا تأثير لها على سياسة الدول لأن هذه عاشقة للنفط ومشتقاته. ونصرة الغرب للأنظمة العربية القائمة او نصرتها للمحتجين او الثوار كلها جزء من المصلحة الغربية او جزء من العداء القائم بين روسيا والصين من جهة والدول الغربية من جهة اخرى. اين الصليبية في هذا؟
الى هذا ماذا يفسر لك قتل المسيحيين العراقيين والمصريين ولا غبار على وطنيتهم؟ لا يقنعني احد بقوله ان القضية هنا وهناك سياسية. الفريق المسيحي العراقي والفريق المسيحي المصري لاعلاقة لهما بالسياسة. من يربي العرب لكي لا يقتلوا من كان على دين آخر. هل الآخر موجود في كليته، في آخريته، في اختلافه، في مقاومته الفكرية؟ هل بقيت العروبة أرضًا مشتركة نقف عليها من اجل الحب؟ تزعجني هذه العبارة: الإسلام براء من هذا السلوك. المواطن لا يهمه درس الأديان. يهمه الا يقتله انسان آخر، الا يذهب ضحية التمازج بين الدين والدنيا، الا يسود الأوطان دعاة دين واحد وان كانوا كثرا من هذه الديانة او تلك.
نريد السلام. الله هو السلام. المهم ان ينزل هذا على سلوكنا اليومي وان يصير في كل منا محبة مسكوبة بلا حدود.
أسامة بن لادن وأيمن الظواهري كانا يسميان المسيحيين صليبيين مع ان العرب ما كانوا يعرفون كلمة صليبيين ولكن كلمة فرنجة ومسيحيو هذه البلاد عندهم هم النصارى. الدمج بين قومية المسيحيين وديانتهم لم يكن اذًا واردًا. الترادف بين المسيحية والصليبية بقي في عقل أهل القاعدة قائما الى يومنا هذا مع ان السيد بن لادن الذي عاش في بيروت ما لا يقل عن خمس سنوات كان يعلم ان كنائسنا لا سلاح فيها في الأيام التي قضاها معنا والدكتور الظواهري الذي عرف الأقباط في مصر كان يعلم ان الأقباط لا يقتلون احدا وما اقتحم الصليبيون مصر ولكنهم اقتحموا بلاد الشام وامبراطورية الروم. هل خاف اولو الأمر في الحركات الأصولية او الإحيائية حقا مسيحيا واحدا في ديار العرب؟
اعرف ان الذاكرة التاريخية شرسة، حادة ولكنها ذات علاقة ولو ضعيفة بالواقع. هنا ليس عندنا شيء من هذا. لقد بين امين معلوف في كتابه عن الفتوحات الصليبية ان الذين قاموا بها كانوا متوحشين اكثر مما يتصوره عقل ولكن ما علاقتنا نحن المسيحيين الشرقيين بهؤلاء وكنا ساندنا المسلمين في تلك الحروب وذبحنا الفرنجة في القدس وقمعونا في انطاكية. ما لم يفصل المسلم في ذهنه المسيحي عن الغرب يبقى محملا المسيحي المشرقي او العربي كل خطيئات الغرب منذ فجر المسيحية حتى اليوم ويبقى هذا المسيحي، بشدة او خفة، عميلا للغرب او حليفا او متواطئا حتى قيام الساعة. والكل يعلم اننا التماسا لوحدتنا المجتمعية الكاملة مع المسلمين اوجدنا مفهوم العروبة. مرة سألني مثقف مسلم كبير: لماذا لا تبقون على أرض المسيحية ونحن على ارض الاسلام فنحتنا مفهوما مشتركا وهو العروبة.
الناس يحتاجون الى ارض مشتركة يتكلمون منها. كيف نتكلم عن الاسلام والمسيحية لنلتقي والمسلم في قراءتي له ليس له ارض الا القرآن. ما قلت في هذا ان ليس عنده حب لوطنه ولكن ما أقوله ان اللصوق بين الإسلام والوطنية قائم عنده واننا في حاجة الى اختلاق ارض محايدة نسميها الوطن مفارق للدين لكي يأتي تفاهمنا مستندا الى معطيات واحدة لا يمكن ان تأتي من الدين.
# #
#
الوطن يأتي من هذه الدنيا وتستند اليها لتسوسه. اما الدين فوحي اي ينزل عليك من السماء ولذلك لا تستطيع ان تبني الدنيا من الآخرة. وبخاصة لا تستطيع ان تقيم البلد على المعتقد المسيحي وعلى المعتقد الإسلامي بآن لاختلافهما. لذلك اجيب هذا الصديق المسلم الذي واجهني بسؤال وجيه: نحن مضطرون الى العروبة او كنا كذلك في مطالع القرن العشرين ولاسيما اننا حلمنا بانحسار العثمانيين عن بلادنا وكان هؤلاء قد اقتربوا جدا من العصر منذ اصدروا التنظيمات في منتصف القرن التاسع عشر. ولو بقيت العثمانية في آخر الحرب الأولى على حداثتها لما احتجنا الى استخدام مفهوم العروبة.
هناك سوء تفاهم بين المسيحيين والمسلمين في هذا الموضوع ناتج من التاريخ. فالاسلام في الجزيرة العربية اكتشف العروبة عند ظهوره. والارتباط قوي بينهما. والقرآن كتاب عربي كما جاء فيه. والعرب عندما اسلموا توحدوا في هذه الدنيا ازاء الفرس من جهة وازاء الروم من جهة اخرى واجتازوا القبلية التي كانوا عليها الى ملة ابراهيم أو الى الأمة التي الله مكونها وحافظها وكانت خير أمة اخرجت للناس. لذلك لا يسعك ان تطلب اليهم ان يميزوا في دنياهم بين عروبتهم وإسلامهم وتزول العروبة فقط في الآخرة.
اما المسيحيون فعند ظهورهم ما خلطوا بين دينهم ودنياهم بناء على قول معلمهم: «اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله». وتوا رأوا أنفسهم رومانيين وان لا علاقة لهذا بايمانهم ولا اختلاط بين هذا المدى وذاك. لذلك كانت تسمية المسيحيين صليبيين مضحكة وجاهلة ليس عندي وصفة تدل الناس كيف يتلاقون. لن أناقش النظام العلماني في هذا المجال الآن. غير ان ما لا بد من تذكير الناس به هو ان الدول الغربية علمانية بوجوه مختلفة وانها ليست دولا مسيحية وقد لا يمارس قسم كبير من شعوبها الايمان المسيحي.
لذلك اذا اختلفت هذه مع شعوب اسلامية فليست المسيحية هي التي تختلف مع شعوب مسلمة. ويكون جاهلا من اعتقد ان حكومات الغرب تناصر مسيحيا على مسلم في مناطقنا والأغلب انها تنصر المسلم في هذه البلاد بسبب من غناه. واذا كانت دعاوة الإسلاموفوبيا Islamophobie قد انتشرت في الغرب فلا تأثير لها على سياسة الدول لأن هذه عاشقة للنفط ومشتقاته. ونصرة الغرب للأنظمة العربية القائمة او نصرتها للمحتجين او الثوار كلها جزء من المصلحة الغربية او جزء من العداء القائم بين روسيا والصين من جهة والدول الغربية من جهة اخرى. اين الصليبية في هذا؟
الى هذا ماذا يفسر لك قتل المسيحيين العراقيين والمصريين ولا غبار على وطنيتهم؟ لا يقنعني احد بقوله ان القضية هنا وهناك سياسية. الفريق المسيحي العراقي والفريق المسيحي المصري لاعلاقة لهما بالسياسة. من يربي العرب لكي لا يقتلوا من كان على دين آخر. هل الآخر موجود في كليته، في آخريته، في اختلافه، في مقاومته الفكرية؟ هل بقيت العروبة أرضًا مشتركة نقف عليها من اجل الحب؟ تزعجني هذه العبارة: الإسلام براء من هذا السلوك. المواطن لا يهمه درس الأديان. يهمه الا يقتله انسان آخر، الا يذهب ضحية التمازج بين الدين والدنيا، الا يسود الأوطان دعاة دين واحد وان كانوا كثرا من هذه الديانة او تلك.
نريد السلام. الله هو السلام. المهم ان ينزل هذا على سلوكنا اليومي وان يصير في كل منا محبة مسكوبة بلا حدود.
أسامة بن لادن وأيمن الظواهري كانا يسميان المسيحيين صليبيين مع ان العرب ما كانوا يعرفون كلمة صليبيين ولكن كلمة فرنجة ومسيحيو هذه البلاد عندهم هم النصارى. الدمج بين قومية المسيحيين وديانتهم لم يكن اذًا واردًا. الترادف بين المسيحية والصليبية بقي في عقل أهل القاعدة قائما الى يومنا هذا مع ان السيد بن لادن الذي عاش في بيروت ما لا يقل عن خمس سنوات كان يعلم ان كنائسنا لا سلاح فيها في الأيام التي قضاها معنا والدكتور الظواهري الذي عرف الأقباط في مصر كان يعلم ان الأقباط لا يقتلون احدا وما اقتحم الصليبيون مصر ولكنهم اقتحموا بلاد الشام وامبراطورية الروم. هل خاف اولو الأمر في الحركات الأصولية او الإحيائية حقا مسيحيا واحدا في ديار العرب؟
اعرف ان الذاكرة التاريخية شرسة، حادة ولكنها ذات علاقة ولو ضعيفة بالواقع. هنا ليس عندنا شيء من هذا. لقد بين امين معلوف في كتابه عن الفتوحات الصليبية ان الذين قاموا بها كانوا متوحشين اكثر مما يتصوره عقل ولكن ما علاقتنا نحن المسيحيين الشرقيين بهؤلاء وكنا ساندنا المسلمين في تلك الحروب وذبحنا الفرنجة في القدس وقمعونا في انطاكية. ما لم يفصل المسلم في ذهنه المسيحي عن الغرب يبقى محملا المسيحي المشرقي او العربي كل خطيئات الغرب منذ فجر المسيحية حتى اليوم ويبقى هذا المسيحي، بشدة او خفة، عميلا للغرب او حليفا او متواطئا حتى قيام الساعة. والكل يعلم اننا التماسا لوحدتنا المجتمعية الكاملة مع المسلمين اوجدنا مفهوم العروبة. مرة سألني مثقف مسلم كبير: لماذا لا تبقون على أرض المسيحية ونحن على ارض الاسلام فنحتنا مفهوما مشتركا وهو العروبة.
الناس يحتاجون الى ارض مشتركة يتكلمون منها. كيف نتكلم عن الاسلام والمسيحية لنلتقي والمسلم في قراءتي له ليس له ارض الا القرآن. ما قلت في هذا ان ليس عنده حب لوطنه ولكن ما أقوله ان اللصوق بين الإسلام والوطنية قائم عنده واننا في حاجة الى اختلاق ارض محايدة نسميها الوطن مفارق للدين لكي يأتي تفاهمنا مستندا الى معطيات واحدة لا يمكن ان تأتي من الدين.
# #
#
الوطن يأتي من هذه الدنيا وتستند اليها لتسوسه. اما الدين فوحي اي ينزل عليك من السماء ولذلك لا تستطيع ان تبني الدنيا من الآخرة. وبخاصة لا تستطيع ان تقيم البلد على المعتقد المسيحي وعلى المعتقد الإسلامي بآن لاختلافهما. لذلك اجيب هذا الصديق المسلم الذي واجهني بسؤال وجيه: نحن مضطرون الى العروبة او كنا كذلك في مطالع القرن العشرين ولاسيما اننا حلمنا بانحسار العثمانيين عن بلادنا وكان هؤلاء قد اقتربوا جدا من العصر منذ اصدروا التنظيمات في منتصف القرن التاسع عشر. ولو بقيت العثمانية في آخر الحرب الأولى على حداثتها لما احتجنا الى استخدام مفهوم العروبة.
هناك سوء تفاهم بين المسيحيين والمسلمين في هذا الموضوع ناتج من التاريخ. فالاسلام في الجزيرة العربية اكتشف العروبة عند ظهوره. والارتباط قوي بينهما. والقرآن كتاب عربي كما جاء فيه. والعرب عندما اسلموا توحدوا في هذه الدنيا ازاء الفرس من جهة وازاء الروم من جهة اخرى واجتازوا القبلية التي كانوا عليها الى ملة ابراهيم أو الى الأمة التي الله مكونها وحافظها وكانت خير أمة اخرجت للناس. لذلك لا يسعك ان تطلب اليهم ان يميزوا في دنياهم بين عروبتهم وإسلامهم وتزول العروبة فقط في الآخرة.
اما المسيحيون فعند ظهورهم ما خلطوا بين دينهم ودنياهم بناء على قول معلمهم: «اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله». وتوا رأوا أنفسهم رومانيين وان لا علاقة لهذا بايمانهم ولا اختلاط بين هذا المدى وذاك. لذلك كانت تسمية المسيحيين صليبيين مضحكة وجاهلة ليس عندي وصفة تدل الناس كيف يتلاقون. لن أناقش النظام العلماني في هذا المجال الآن. غير ان ما لا بد من تذكير الناس به هو ان الدول الغربية علمانية بوجوه مختلفة وانها ليست دولا مسيحية وقد لا يمارس قسم كبير من شعوبها الايمان المسيحي.
لذلك اذا اختلفت هذه مع شعوب اسلامية فليست المسيحية هي التي تختلف مع شعوب مسلمة. ويكون جاهلا من اعتقد ان حكومات الغرب تناصر مسيحيا على مسلم في مناطقنا والأغلب انها تنصر المسلم في هذه البلاد بسبب من غناه. واذا كانت دعاوة الإسلاموفوبيا Islamophobie قد انتشرت في الغرب فلا تأثير لها على سياسة الدول لأن هذه عاشقة للنفط ومشتقاته. ونصرة الغرب للأنظمة العربية القائمة او نصرتها للمحتجين او الثوار كلها جزء من المصلحة الغربية او جزء من العداء القائم بين روسيا والصين من جهة والدول الغربية من جهة اخرى. اين الصليبية في هذا؟
الى هذا ماذا يفسر لك قتل المسيحيين العراقيين والمصريين ولا غبار على وطنيتهم؟ لا يقنعني احد بقوله ان القضية هنا وهناك سياسية. الفريق المسيحي العراقي والفريق المسيحي المصري لاعلاقة لهما بالسياسة. من يربي العرب لكي لا يقتلوا من كان على دين آخر. هل الآخر موجود في كليته، في آخريته، في اختلافه، في مقاومته الفكرية؟ هل بقيت العروبة أرضًا مشتركة نقف عليها من اجل الحب؟ تزعجني هذه العبارة: الإسلام براء من هذا السلوك. المواطن لا يهمه درس الأديان. يهمه الا يقتله انسان آخر، الا يذهب ضحية التمازج بين الدين والدنيا، الا يسود الأوطان دعاة دين واحد وان كانوا كثرا من هذه الديانة او تلك.
نريد السلام. الله هو السلام. المهم ان ينزل هذا على سلوكنا اليومي وان يصير في كل منا محبة مسكوبة بلا حدود.
Continue reading