ارتفاع النفس إلى الله/ الأحد 28 أيار 2006 / العدد 22
لا ترتفع النفس من ذاتها إلى الله الا إذا سكنها الروح القدس. هو فيك يخاطب نفسه مع الآب والروح. الصلاة حركة نزول إلهي إليك ثم حركة صعود. هذا ما فعله الابن إذ نزل أولا ثم صعد.
الله ينزل إليك مباشرة بالروح الإلهي ولكنه نزل إلى البشرية جمعاء بالإنجيل. والإنجيل هو فكر المسيح ويحتوي على كل ما يمكنك ان تعرفه عن أسرار الله، تلك التي كشفها لنا. والإنجيل يصل إليك إذا قرأته ودرسته ومحّصته. والى استماعك إليه في الكنيسة يأتيك في الصلوات المختلفة والتراتيل لأنها تعبّر عن الإنجيل. أنت مع هذا الكتاب سواء أصليت مع الجماعة أو صليت وحدك لأنك إذا وقفت في بيتك أو في الشارع أو في السيارة فأنت تتلو بالدرجة الأولى صلوات من الكنيسة طُبعت في السواعي. وإذا صليت وحدك فأنت قائم روحيا مع الجماعة.
ولكن قد تقوم بدعاء بسيط وليس بصلاة كاملة. تقول مثلا: «يا رب ارحم» أو تقول: «يا رب، يا يسوع المسيح، يا ابن الله ارحمني أنا الخاطئ». حتى إذا تلوت أدعية قصيرة كهذه تبقى في الروح واقفا مع الجماعة.
ولكن المهم ان تكون واقفا في حضرة المسيح سواء أكنت تشارك في خدمة إلهية أم تصلي منفردا. أحيانا تكون مأخوذا بأداء الطقوس وهي عندنا أساسية. ولكن أحيانا يطغى النغم على الكلمات فلا تبقى الكلمات مفهومة. يحتاج المؤمن إلى انتباه كبير لكي يبقى مسمّرا على المعاني لأنها هي التي تجعلنا في حضرة المسيح. العبادات الطقسية قصد فيها ان تكون تجليات للسيد. حذار من ان تجعلها أنت حاجبة لحضرته.
التجميل المفرط للصوت والتسابق بين المرتلين يلهيان عن المسيح. ان كنا حقا نطلبه فهو يصل إلينا بصوت رخيم وصوت قبيح. ينبغي ان نستقل عن طغيان التعابير لنلازم الجوهر. ليس من لقاء في المعابد أو في الدعاء الفردي الا مع المسيح.
في الكنيسة أنت لا تحدق بالمؤمنين الذين هم أمامك والى جوانبك. كل منا متّصل بربه. اجل نحن مشتركون مع الإخوة بالصلاة الواحدة والقربانة الواحدة، ولكن هذا الاشتراك لا يعني اننا كتلة ذائب بعضها ببعض. أنت ملتصق بالسيد فقط وعنده تلقى الإخوة.
يجب ان تفهم ان الصلاة -جماعية كانت أو فردية- تتطلب مراسا كبيرا أي زمنا طويلا لتفهم كل احد ما فاتك في الآحاد السابقة. في كل ذبيحة أنت تكتشف المعلّم، ترى وجهه أبهى. تمر بك جمل كثيرة مرورا عابرا. ثم فجأة تتوهج هذه الجملة بعد ان كانت مطفأة. لذلك لا تستفيد كل الاستفادة ان لم تواظب. على هذا المنوال الصلاة الفردية. ان لم تواظب عليها كل يوم لا يمكن ان تتلوها بالدفء نفسه. لا يقوى الشوق إلى يسوع إذا انقطعت صلاتك. لا يمكن ان تجد المسيح ونظامك الإهمال.
وإذا أخطأت لا تترك صلاتك بسبب قرفك من نفسك. بالعكس ظرف الخطيئة هو ظرف الرجوع إليه. ولا رجوع إليه الا بمخاطبته بالكلمات التي تعرفها أو الكلمات التي تؤلفها. الصلاة معاشرة بين المؤمن وربه. هو يحبّك دائما ويودّ ان تخاطبه لأنك تستفيد أنت من هذه المخاطبة. الصلاة هي السبيل الوحيد حتى لا تنسى السيد.
Continue reading