Category

2010

2010, مقالات, نشرة رعيتي

أن أَموت أُرثوذكسيًا/ الأحد 26 كانون الأول 2010 / العدد 52

أن أُولد أُرثوذكسيا، هذا ليس لي فيه رأي. أن أَتربى في هذه الكنيسة يعني أن أقبل تربيتي، أن أتركّز في كنيستي، أن يكون لي فيها حضور كلما أرادت هي حضوري (في الآحاد والأعياد أولاً، في الصيام الكبير، وإذا مكّنني من ذلك عملي أن أدخل الى كنيستي اذا كانت مفتوحة صباح مساء). شعبنا يقول باللغة الدارجة: انا ذاهب الى الصلاة لإحساسه بأن الوظيفة الأساسية للبناء الكنسيّ إقامة الصلاة.

ولكن في بيتي، أية صلاة أصلي وليس عندي كل الكتب الضخمة التي نستعملها؟ على الأقل انت تقرأ في السواعي الصغير وربما في السواعي الكبير. تتلو صلوات ثابتة منشورة، واذا كنت اكثر وعيا يرشدك الكاهن الى ما تقول.

القداس الإلهي تحضره في كنيسة رعيتك، واذا كانت بعيدة ففي أقرب كنيسة الى بيتك، ولا تزكّي نفسك بذهابك الى معبد من غير مذهبك بزعم أنه أقرب إليك. القرب والبعد لا يدخلان في الدين. انت عضو في الكنيسة الأرثوذكسية، وعليك أن تقوّي عضويّتك فيها أي أن تبقى منتسبا اليها في كل حين. ليس لك أن تقول ببساطة: كل الطقوس متشابهة. القصة ليست قصة طقوس. القصة كلها في الانتماء. اذا كنت تعيش على الإيمان الأرثوذكسي، تذهب الى مركزه. غيرُنا على مذهب آخر. نحترمهم ونتعاون وإيّاهم في شؤون كثيرة، ونرجو أن نتّحد بهم ويتّحدوا بنا في الوقت الذي يعيّنه الله في حكمته ورضاه. انت ذاهب الى الوحدة المرتجاة من كنيستك، وتمشي الى الوحدة متحصّنا بما ورثت من القديسين حيثما نلت المعمودية. انت وأبناء كنيستك مجتمعين تحبّون الإخوة الآخرين، ويقف كل واحد منا ومنهم حيث إخوانه ورعاته.

اذكُرْ ثانيًا أنك تذهب الى الكنيسة لتتعلّم. انت بالوعظ والاجتماعات او السهرات الإنجيلية التي يوجّهك بها المسؤولون تتلقّى التعليم الأرثوذكسي وهو يحتوي على عقيدتنا، وغيرنا له عقيدته ولا نجادل فيها ويناقش فيها العلماء الى أن تنجلي نقاط الخلاف بيننا. أن تذهب الى كنيستك فقط ليست حربًا على أحد.

هذا يبقى حتى موتك. أَذكُرُ أن والدتي قالت لي بضع مرات: اعلمْ أني أُريد أن أَموت أرثوذكسية. لستُ أعلم لماذا قالت هذا وما أغراها شيء آخر. انت لن تبقى أرثوذكسيا إلا إذا صمّمت على ذلك وكان لك على ذلك إصرار. يجب أن تقول هذا لمن حولك إذا كان بعضُهم على مذهب آخر. الدفن في مقبرة أُرثوذكسية أمر هامّ لتكون عظامُك الى عظام أبناء ملّتك. إنها أجسام يحتضنها الروح القدس. لا تقبل أن يشلحوك كيفما كان.

هكذا يكون إخلاصك للمسيح. المذهب الأرثوذكسيّ ليس قميصا ترتديه يوما وتخلعه يوما. هو يُلازمك طوال حياتك بالإيمان، بالفهم، بالصلاة والتقاليد الدينية.

الدين الذي نعيشه في كنيستنا هو الوعي، والوعي هو الذي يحملك الى السماء.

Continue reading
2010, مقالات, نشرة رعيتي

أحد النسبة / الاحد 19 كانون الأول 2010 / العدد 51

الكلام في الرسالة والإنجيل هو مضمون أحد النسبة السابق لعيد ميلاد الرب. الرسالة تسمّي شخصيات من العهد القديم، جدعون وباراق وغيرهما والأنبياء الذين تحدّثوا بطرق او أخرى عن ظهور المخلّص. ومقطع الإنجيل المأخوذ من متى يذكُر شخصيات كبيرة متحدّرة من إبراهيم جاء منها الرب يسوع تنتهي بيوسف خطيب مريم لأن النَسَب هو للمظنون والدًا كما يقول عنه لوقا في لائحة النَسَب الصاعدة أي التي تبدأ بيوسف وتنتهي بآدم.

تكلّمت الرسالة عن فضائل هؤلاء: «عملوا البِرّ ونالوا المواعد ونجوا من حدّ السيف وتقوّوا من ضعف»، وتحدثت عن جهادهم الروحيّ «تائهين في البراري والجبال والمغاور». «هؤلاء كلهم، مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا الموعد حتى لا يكمُلوا بدوننا» والمعنى أنه لا كمال إلا بمجيء المخلّص. والكلمة المفتاح هي الإيمان.

كذلك الإيمان هو صفة الذين ذكرهم متّى في مطلع إنجيله، هذا المطلع الذي نقرأه مضمونه الإيمان. ابتدأ لوقا الإنجيليّ بإبراهيم أبي المؤمنين لأنه أول انسان آمن بالله الواحد. وبعده جاءت الشريعة بموسى، وبعده جاء داود أبو المسيح.

لماذا كل هذه الأسماء؟ ليُبيّن متّى البشير أن ثمة تسلسُلا من أجيال مؤمنة الى المسيح الذي ما جاء لينقض بل ليُكمل. يسوع تحدّر في بشريته مِن نسلٍ مؤمنٍ واكتمل الإيمان به.

بعد ورود هذه الأنساب، روى متّى ما يتعلّق بميلاد الرب من مريم. العذراء تحبل، وهذا وردَ عند إشعياء النبي، وتلد ابنًا ويُدعى اسمُه يسوع (يهوشع باللغة العبرية) التي تعني «الله يخلّص» بهذا الشخص المولود ليس من رغبة رجل ولكن بمشيئة أبيه الذي في السموات.

يوسف لم يعرف مريم جسديًا قبل ولادتها. ولم يعرفها بعد هذا، ولبثت عذراء. وهي “الدائمة البتولية” كما عرّف عنها المجمع المسكونيّ الخامس. وأما عبارة «إخوة يسوع» فتدلّ في اللغة العبرية على أنسبائه، ولا تعني في هذه اللغة بالضرورة أنهم من أُمّه. وليس هنا مجال للتوسّع بهذا، ولكن هذا هو إيمان الكنيسة.

كيف نستقبل ميلاد يسوع؟ هو ميلاد من أجل الخلاص الذي نناله بموته وقيامته. ولهذا سمّته الكنيسة «العيد الصغير» وسمّت الفصح «العيد الكبير». يسوع وُلد من عذراء ويريد أن يولد كل يوم روحيًا من نفس عذراء أي ليس فيها أثر للخطيئة. الإنسان المحبّ للخطيئة او المشتاق اليها لا يتقبّل يسوع في نفسه. السيد في جسده كان منسوبًا الى إبراهيم وإلى نسله. المهم أن تكون أنتَ منسوبًا الى المسيح بروحك الطاهرة. الميلاد إذًا يتم كل يوم فيك إذا قبِلتَ أت تطرد كل غشّ وكذب ودنس وبغض وانتقام وتسلّط وكبرياء. اذا جمعتَ جمالات الفضيلة في ذاتك، يخرج منها يسوع الى العالم ليضيء هذا العالم بنعمته.

لا تُعيّد فقط بالهدايا للصغار. هناك هديّة واحدة أعطاها الآب للبشر هي المسيح. إذا أطعتَه فأنتَ ثابت فيه وهو ثابت فيك. أن تحمل السيد في ثنايا كيانك يجعلك أنتَ هديّة للبشر جميعًا. المحبّة هي الهديّة.

Continue reading
2010, مقالات, نشرة رعيتي

أحد الأجداد /الأحد 12 كانون الأول 2010 / العدد 50

الأحد الذي يلي هذا، أحد النسبة، نذكر فيه الآباء بدءًا بإبراهيم، ومنهم جاء المسيح في الجسد حسب رواية متى. وهذه اللائحة هي لائحة الآباء العبرانيين مع أن إبراهيم لم يكن عبرانيًا. متّى وجه إنجيله الى اليهود الذين كانوا ينتظرون أن المسيح يجيء منهم. غير أن السيد يجيء أيضًا ممن عاشوا قبل اليهود. وهذا ما سيذكره لوقا إذ يجعل الرب يسوع ليس فقط من إبراهيم ولكن من آدم. ربما كان لوقا وثنيّ الأصل من أنطاكية او كان من الدخلاء على اليهودية وأراد أن يعطي الطابع الانساني الشامل لشخص المسيح.

هذه الرؤية الشاملة جسّدتها الكنيسة في هذا الأحد الذي نذكر فيه أجدادًا للمسيح هم من الأُمم (أي من الوثنيين). نرتل في صلاة الغروب: «لقد زكّيتَ بالإيمان الآباء القدماء، وبهم سبقتَ فخطبتَ البيعة التي من الأُمم». وأيضًا أن المسيح المنقذ «عظم الأجداد في جميع الأمم». منهم من كان وثنيا بوضوح، ومنهم من كان يهوديا. يذكر ملكيصادق الذي أتى ذكره في الرسالة الى العبرانيين.

هذا استقبل إبراهيم من كسرة الملاك وأعطاه إبراهيم عشرا من كل شيء. «لا بداءة أيام له ولا نهاية حياة بل هو مشبّه بابن الله». وليس عبرانيا. ونذكر الأجداد ابتداء من آدم.

لذلك كان المسيح أوسع من إسرائيل ورئيسَ إسرائيلِ اللهِ الذي هو الكنيسة. لذلك يقول بولس في الرسالة الى اهل غلاطية: «ليس يونانيّ ولا يهوديّ»، والمراد بها أن الآتين من الحضارة اليونانية صاروا واحدا في الكنيسة مع الآتين من إسرائيل، ويرادفها قوله «لا ختان (يعني اليهود) ولا قلف» وهكذا يُسمّي الوثنيين الذين لا يختتنون. كذلك يقول «لا بربريّ ولا اسكيثيّ». البربريّ حسبما قال أرسطو هو غير اليوناني. الاسكيثيون من أصل إيرانيّ كانوا ساكنين في جنوبي روسيا.

كل هذه الاختلافات العنصرية التي كان الأقدمون يعتدّون بها لا تتوحّد الا اذا انضمت الى المسيح، ومن هذه الزاوية تكون تخلّصت من عداوة الأعراق، وكل ما كان عندها في وثنيّتها من خير وعلم ومعرفة يكون مهيئا لمجيء المخلّص. المسيح قبل ميلاده من مريم كان بطريقة او اخرى تُمتمُهُ كل الشعوب القديمة وتنتظره بما عندها من صلاح وفهم. فإن المسيح، لو كان من اليهود في جسده، انما كان من الناحية المعنوية وريث كل الحضارات. عمّدها بالإنجيل، وسقط من فكرها ما كان ضد الإنجيل، وثبت ما كان من الإنجيل.

كلمات للمسيح قبل تدوين الأناجيل كانت مزروعة في ثقافات الشعوب التي تقدّمت يسوع واعتنقته وورث منها المخلّص ما ورث، وطرحت هي بمجيئها اليه ما كان يتنافى مع رسالته، وصار هو للجميع كل شيء.

عندما نأتي الى المسيح من أيّ موروث ثقافيّ، يبقى هو سيّدًا على كل ما نعرف ونحسّ، ويظلّ وحده قطب شخصيّتنا ومنتهى طريقنا الى الآب.

Continue reading
2010, مقالات, نشرة رعيتي

ثمر الروح/ الأحد 5 كانون الأول 2010 / العدد 49

الروح يعني هنا الروح القدس، وثمره كلمة يستعملها الرسول بالمفرد مواهب عديدة، أوّلها المحبة التي يجعلها أوّل الفضائل في كلامه العظيم عنها في الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس ويتبعها الفرح الذي ليس مجرد تحرك نفساني ولكنه نعمة الروح، وكذلك السلام الذي هو مصالحة مع الله، وهو عنده ايضا نعت للمسيح، ثم يذكر طول الأناة ويريد به الصبر على الناس أيّا كانوا، ويعبّر عن نفسه باللطف الذي ينبعث عن الوداعة، والصلاح الذي هو التنزّه عن الخطيئة، والإيمان بكل ما قاله الله واذا كان حقيقيا معه الاتكال على الله، ثم يذكر الوداعة المتّصلة باللطف، وأخيرا يذكر العفاف عن كل دنس.

ولمّا أراد أن يقول ان الناموس يوصل الإنسان الى هذه الحسنات، عبّر عن ذلك بقوله ان هذه ليس ناموس ضدّها.

ثم يتصاعد فكر بولس ليوحي أن من عندهم هذه الميزات قد صلبوا الجسد مع الآلام والشهوات، والكلمة اليونانية التي نقلها «الآلام» يريد بها الأهواء اي الميول الباطنة التي تذهب بنا الى الخطيئة.

ويختم هذاالمقطع بقوله: «فإن كنّا نعيش بالروح (ايضا يريد الروح القدس) فلنسلُكْ بالروح». الروح القدس يسكن فينا ويأخذنا الى السلوك الصالح.

بعد هذا ينتقل الى ما هو سيء ويحذّرنا من العُجب اي الاعتداد بالنفس وهو لون من ألوان الكبرياء. كذلك يحذّرنا من الغضب الذي يجرح دائما الإنسان الذي نغضب عليه، ويريدنا ألاّ نحسد بعضُنا بعضا ونفرح بالخير الذي يعطيه الله من يشاء.

وبولس يعرف أنه، ولو وصّى بالفضائل، قد يسقط بعض الإخوة، ويريد أن نُصلحهم بروح الوداعة لا بتوبيخ شديد يجرحهم وقد يُظهرنا أننا بلا خطيئة. لذلك دعانا الى أن ننظر الى نفوسنا ونخشى السقوط. باللوم الأخوي اللطيف ليس من استعلاء. الخاطئ يحمل أثقال خطيئته في ضميره. من هنا قوله: احملوا بعضُكم أثقال بعض. اتعبوا مع من يتعب. ابكوا مع الباكين والحزانى. احملوا شدائد الفقراء والمرضى بمساعدة لكم حقيقية، بالموآساة والقربى. وينتهي بقوله: «وهكذا أَتمّوا ناموس المسيح». هذا ناموس جديد لأنه ناموس المحبة التي تحوي كل الفضائل.

فالمحبة والفرح والسلام وما اليها التي ذكرها في بدء المقطع الأخلاقيّ للرسالة الى أهل غلاطية، اذا اجتمعت معًا في قلب إنسان وسلوكه، هي شريعة المسيح. لم نبقَ إذًا في نظام الفرائض عند موسى (ماذا يؤكل وماذا لا يؤكل مثلا)، ولكن تجاوزنا الأنظمة الشرعية لنلتزم شريعة المحبة التي تنزل علينا من فوق، واذا نزلت تنطلق من قلوبنا الى قلوب الآخرين فتغيّرها. والمحبة فينا تُخاطب المحبة في الآخر، وتُنشئ كل الحسنات التي عدّدها بولس، وتدعونا أن نتطهّر من كل الخطايا التي ذكرها. هناك طبعًا جهاد تبذله النفس لتحفظ المحبة، ولكنها قبل كل ذلك هي نعمة من الروح القدس الذي اذا تغيّرنا به نحصل على كل الفضائل بمعنى أننا نتمرّس بها وتتأصل هي فينا ويصبح القلب المستنير ينبوعا ينبع فينا لنبلغ بها الحياة الأبدية.

Continue reading
2010, مقالات, نشرة رعيتي

ما الحياة الأبدية؟/ الأحد في 28 تشرين الثاني 2010 / العدد 48

هذا الرجل أو الشاب الذي جاء الى يسوع كان من الوجهاء حسب عدة ترجمات اي عضوا في مجمع يهوديّ أو القيادة اليهودية (السنهدريم). ينعت يسوع بأنه صالح. هذا غلوّ في المدح اذ لم يكن يعلم أن المسيح إله وبالإله وحده يليق المديح أو التمجيد. سؤاله ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية يدلّ على أنه يعتقد انه يجب أن يأتي بأعمال منظمة أو كثيرة لينال الحياة الأبدية. يذكر له السيد بعض الوصايا على سبيل المثال. هل كان الشاب يفتش عن شيء غير الوصايا أو كان مقتنعا ببره؟

كان السيد يعرف أن بعضا من الناس يتمّمون الوصايا ولكن ليس لهم لقاء حقيقي مع الله. يأتيه يسوع بسلوك لم يكن اليهود يعرفونه. «بع كل شيء». كان اليهود يعتقدون أن الغنى والأملاك من بركات الله.

يُعوزك ألا تُدخل حُبّ الأشياء الدنيوية الى قلبك، أن تجعل قلبك في ملكوت الله الذي هو الحياة الأبدية التي انت طالبها. اذا وزّعت، اي اذا بات قلبك منسلخا عن عشق المال وهذه الدنيا، يبقى لك كنز في السماء. ثم قال له: «تعال اتبعني».

لماذا اتّباع بشر (حسب رأي هذا الرجل يدعى يسوع). لو اتّبعه كان فهم أن هذا الإنسان ليس مجرد بشر. كان هذا الزعيم متمسّكا بالمال وربما بمركزه الديني في المجتمع اليهودي.

أن ينسلخ عن كل شيء مغامرة كبيرة عنده. كيف يؤمّن معيشته اي استقراره؟ يبقى مع الله فقط؟ هذا لا يبعث عنده شعور الطمأنينة. لذلك حزن وترك يسوع. اذا كان التحرر من التعّلق بالدنيا شرطا أساسيا للحصول على الملكوت، يعني أنه عليه أن يختار بين الملكوت وهذا العالم. هذا أمر صعب عبّر عنه الإنجيل بقوله ان هذا الإنسان حزن ولم يشأ أن يعتمد الاتجاه الذي عرضه عليه السيد.

لذلك قال الرب: «ما أعسر على ذوي الأموال أن يدخلوا ملكوت الله». هؤلاء قلوبهم في كنوزهم أو كنوزهم في قلوبهم. ثم قويت الصعوبة عند قول الرب: «انه لأسهل أن يدخُل الجمل في ثقب الإبرة من أن يدخل غنيّ ملكوت الله».

فإذا رأى إنسان تزيد أمواله كان عليه أن يعي الخطر على خلاص نفسه. هذا الخلاص مهدّد. فإذا شال أمواله من قلبه، ماذا يضع محلّها؟ يضع محلّها المسيح، ويتعامل بالمال تعامُلا كما تقتضي الحاجة. يعبد الله وحده فيصير إنسانا حرا. في حريته يستطيع أن يخلص. يوزع كثيرا حتى لا يعشق ما بقي في صندوقه أو حسابه المصرفي. هذا التوزيع ليس له حدود عندنا. القلب الذي سكنه الرب يتّسع كثيرا. والله ساكنه يوحي له بالعطاء الكبير.

وضعنا اليوم في لبنان تذكير للأغنياء والموسرين أن الفقراء كثيرون وأنهم يحتاجون الى حنان الله، وهذا الحنان يأتيهم ممن عنده مال وأَحبّ. هذا الذي دنا من الجوع يسألك الله عنه. اذا استطعت ان تنتشل أولاده من الموت، يكتب لك الله ذلك في سفر الحياة.

Continue reading
2010, مقالات, نشرة رعيتي

والدة الإله/ الأحد في 21 تشرين الثاني 2010 / العدد 47

عيد دخولها الى هيكل اورشليم منذ طفولتها يعود الى ما بين القرنين السادس والثامن للميلاد. هو عيد رمزيّ معناه أن الله هيّأ مريم منذ وقت باكر لتصبح أُمّ يسوع وتُقدّم لنا الخلاص به.

ما من حدثٍ مذكورة فيه العذراء قبل البشارة.

اختيرت القراءة الإنجيلية اليوم لنذكر مريم باسمها، ولكن المذكورة في القراءة هي أُخت ألعازر. التلاوة الإنجيلية تتحدث عن بيت فيه مرتا وعن أُخت لها اسمها مريم. هذه «جلستْ عند قدمي يسوع تسمع كلامه». هاجسها لاهوتيّ. اما مرتا فكانت مرتبكة بشؤون البيت. هذا أمر ذو أهمية ولا سيما أن عندها ضيفا كريما.

نعرف من إنجيل يوحنا أن هذا البيت كان في بيت عنيا. بعد دخول يسوع البيت وجلوسه، قالت مرتا للسيد: «يا رب أما يعنيك أن أختي قد تركتني أَخدم وحدي؟ فقل لها أن تساعدني». يسوع يستطيع أن «يمون» في هذا البيت. إذ ذاك أجابها المعلم: «مرتا، مرتا، إنك مهتمّة ومضطربة في أمور كثيرة، وإنما الحاجة الى واحد». لم يقل: الحاجة الى شيء واحد، ولكنه قال: الى واحد. ربما عنَت الكلمة الحاجة الى شخص واحد وهو أنا. ثم أكمل قوله: «فاختارت مريمُ النصيب الصالح الذي لا يُنزع منها». العمل الأصلح أن نُصغي الى يسوع ونسمع كلامه وتاليا أن نُحبه.

ينتهي الكلام عن مرتا ومريم. يبدأ كلام آخر من موضع آخر في إنجيل لوقا، اقتبسته الكنيسة من هذا الموضع وأَلصقته بالكلام الذي جرى بين يسوع ومرتا ومريم. في هذا الكلام الأخير «رفعت امرأةٌ صوتها وقالت له: طوبى للبطن الذي حَمَلَكَ». هذا كلام فيه تعظيم لوالدة الإله دون أن يتبيّن سبب هذا التعظيم. يسوع لا يُبدي رأيه المباشر في هذا التعظيم ولكنه يقول: «بل طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها». ليس المعنى أنّ الرب يُقلل من أهمية أُمومة مريم له. ولكنه يرفع أهميتها الى كونها تسمع كلمة الله وتحفظها. أهم من علاقات الدم علاقة الانسان بكلمة الله سماعًا وحفظًا.

هل يعني هذا أن والدة الإله كانت تقرأ الكتاب المقدس؟ هناك أيقونات تُمثّلها قارئة لما جاءها الملاك. هذا ليس غريبا، فما من شك أن علماء اليهود كانوا يُعلّمون المؤمنين. هؤلاء أكانوا أُمّيين أَم قرّاء كانوا يستمعون الى الكلمة في الكنيس يوم السبت كما يستمعون الى المواعظ في اللغة الدارجة.

هذا العيد إشارة من إشارات عديدة على أهمية مريم العذراء، في الوجدان الأرثوذكسيّ. اللافت أن النصوص المريميّة طوال الأسبوع وعلى امتداد الشهور كثيرة جدا. التابع ليسوع لا يسعه أن يُهمل في تقواه مكانة مريم في التجسد الإلهيّ.

Continue reading
2010, مقالات, نشرة رعيتي

السامري الشفوق/ الأحد 14 تشرين الثاني 2010 / العدد 46

مَثَل أي حكاية، من أجمل أمثال الإنجيل التي تدلّ على الرحمة المجّانية. تبدأ القصة بسؤال أحد علماء الشريعة (هذا هو معنى كلمة ناموسيّ)، والسؤال الذي طرحه هذا صادرٌ عن سوء نيّة، وهو «ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟». أجاب السيّد عن السؤال بسؤال: «ماذا كُتب في الناموس (أي في شريعة موسى)؟». أَعطني جوابا من الكتاب. فأجاب هذا الرجل: «أَحْبب الربّ إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل ذهنك وقريبَك كنفسك». هذه الوصية هي في الحقيقة مجموعة وصيتين، إحداها من تثنية الاشتراع (6: 4)، والأخرى من سفر اللاويين (19: 18).

أمام كلام يسوع سأل هذا المعلم الرب: ومَن قريبي؟ فقال له ان إنسانا كان منحدرا من اورشليم الى أريحا، فوقع بين لصوص اعتدوا عليه. في القرن الرابع يؤكد المغبوط إيرونيموس أن هذه الطريق الوعرة كانت مملوءة ببدوٍ يسرقون المارّة. كان كاهن من خدّام الهيكل نازلا من هناك من بعد أن أدّى خدمته الكهنوتية في الهيكل، كان نازلا الى أريحا حيث كان بيته. ثم مرّ لاويّ وهو من الذين كانوا يخدمون الهيكل. كلاهما عبَرَ ولم يهتمّ بهذا الجريح الملقى على الطريق. والمفروض أنهما تعلّما شيئا من الشريعة.

أخيرا مرّ سامريّ وهو غريب الجنس والدين أو ذو يهوديّة منحرفة. السامريون كانوا يَقبلون كتب موسى الخمسة وكانوا يرفضون كتب الأنبياء. هذا السامريّ كان علمانيا، تاجرا غالبا يمرّ بهذه الطريق. هذا استوقفه مشهد هذا الجريح «فلما رآه تحنّن»، وأخذ يهتمّ به وبجراحه، وأتى به الى فندق يرتاح فيه بعد أن ضمّد جراحه سريعا إذ صبّ عليها زيتا وخمرا، وكان أملُه أن يُكمل صاحب الفندق العناية به وأَعطى الإنجيل تفاصيل عن هذا.

انتظر المعلّم الناموسيّ جوابا من يسوع، ولكن الرب ردّ على سؤاله (مَن هو قريبي)، فقال هذا الرجل الذي صنع معه الرحمة. الرب لم يحدّد له من هو قريب الإنسان. لم يوضح له من هو القريب مباشرة. سؤال يسوع كان: «أيّ هؤلاء الثلاثة تحسب صار قريبا للذي وقع بين اللصوص؟». نحن لا نقول من هو القريب. نحن ندفع الإنسان أن يصير قريبا بالرحمة والمحبة لأي إنسان من جنسه او من دينه او ليس من جنسه ولا دينه.

هذا المثل يكمل كلام يسوع: «أَحبوا بعضُكم بعضا»، وإن كانت تعني أصلا أَحبوا أهل الإيمان، إنّما شرَحها بولس بقوله: «أَحسنوا الى جميع الناس ولا سيّما الى أهل الإيمان». ليست المحبة محصورة بشخص او بفئة، ولا علاقة لها بانتماء المُحسن الى عقيدة ولا بعلاقة المحسَن اليه بعقيدة او حزب. السامري الشاذّة عقيدته أَحسنَ الى سواه.

لا تنظر الى أية صفة في المحتاج لتعطيه بمحبة او تخدمه. أَعطِ ما عندك أو أعطِ نفسك بمحبة ترَ وجه الله على مَن ساعدت وأَحببت.

Continue reading
2010, مقالات, نشرة رعيتي

المسيح سلامُنا/ الأحد 7 تشرين الثاني 2010 / العدد 45

من هموم بولس في هذا الفصل من الرسالة الى أهل أفسس أن يُبين الوحدة التي قامت بموت المسيح وقيامته بين اليهود والأمم (الوثنية). لذلك ذهب الرسول الى القول الأخير، فلم يقل ان الرب أقام السلام، ولكنه قال انه هو السلام. كان اليهود يحتقرون الوثنيين، فجاء بولس وقال ان السيد «جعل الاثنين (أي الأُمتين) واحدًا، ونقض في جسده حائط السياج الحاجز (وهو الناموس الفاصل بينهما) وأبطل ناموس الوصايا» أي الفرائض الشرعية (لا تمسّ الموت، منع أكل الخنزير) لا الفرائض الأخلاقية المتمثّلة خصوصا في الوصايا العشر.

لم يقل بولس في رسالته ان اليهود والأمم صاروا أُمة. قيلت في مكان آخر انهم صاروا «إنسانا واحدا جديدا»، ويعني بذلك أنهم صاروا جسد المسيح. وأوضح توا بعد ذلك أن هذا صار في الصلب. ينتج من الصلب البشارة بالسلام.

ينتج من هذه الوحدة أن لليهود والأمم معا التوصل الى الآب في روح واحد أي في الروح القدس الواحد. فاذا كنتم في طريق واحد الى الله «فلستم غُرَباء بعد ونُزلاء». إنكم جميعا إخوة في الكنيسة و«مواطنون القديسين». ربما عنى بهذه العبارة مسيحيي أورشليم، وربما عنى جميع المؤمنين، وهي عبارة مرادفة لمن سماهم أهل بين الله.

«وقد بُنيتُم على أساس الرسل والأنبياء». يعني بالرسل طبعا الاثني عشر. «وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي». أما «الأنبياء» فتعني كلمة الأنبياء في العهد القديم، وهذا ما يُثبت لنا المعاني التي قصدها الله في العهد القديم الذي بقي في الكنيسة يُقرأ عشية الأعياد الكبرى وفي صلوات الصوم ومنها القداس السابق تقديسه.

وأيّة كانت الحجارة القديمة والحجارة الجديدة لهذا البيت (الكنيسة)، يبقى المسيح «حجر الزاوية»، وهو ما يُسمّى في لبنان «حجر الغلق» في بناية العقد الذي تتماسك به كل جدران الغرفة. لذلك يقول الرسول «ينمو هيكلك مقدسا في الرب». وهو هنا لا يريد الكنيسة كمبنى حجريّ ولكن جماعة المؤمنين كمبنى روحي في هذا البناء الروحي تُبنون أنتم يا أهل أفسس أيضا مسكنا لله في الروح (القدس).

بالمعمودية والميرون والقرابين تصبحون حجارة روحية في هذا المبنى الجديد المتناسقة أعضاؤه بالروح القدس. وتنمون كل يوم في الروح الإلهي الذي أخذتموه في المعمودية. كل منكم نال نعمة التبنّي لله، ومجموعتكم أبناء الله ناتجون من احتضان يسوع إياكم.

Continue reading
2010, مقالات, نشرة رعيتي

المجد الأخير/ الأحد 31 تشرين الأول 2010 / العدد 44

ينطلق بولس، في هذا المقطع من الرسالة إلى أهل أفسس، من رحمة الله للبشر، ثم يسمو الى محبته التي أَحبّنا بها فيما كُنّا تحت نير الخطيئة و«أَحيانا مع المسيح»، وبهذا يقصد أنه أقامنا معه. كنّا في صميم قيامته، وهذا كله لا يأتي من حسناتنا «فإنكم بالنعمة مُخلَصون». والنعمة دائما مجّانيّة أكُنّا على شيء من الصلاح وكثير من الشر. محبته تُملي عليه أن يُنزل علينا نعمته.

ثم على كوننا كنّا في قلب قيامته، يؤكّد من جديد أنه ضَمّنا اليه في قيامته و«أَجلسنا اللهُ في السمويات في المسيح يسوع». وهذه الحقيقة نُعيّد لها يوم خميس الصعود. ومعنى ذلك أنه لمّا جلس يسوع عن يمين الآب في بشريته كنّا معه في صميم البشرية.

جلوس السيد عن يمين الآب وعدٌ للبشرية المؤمنة بهذا الجلوس نفسه. هو نزل إلينا بالتجسّد وعاد الى الآب بالصلب والقيامة.

ويرى بولس الرسول أن نتيجة هذا الصعود أن يُظهر الآبُ في كل الأزمنة الآتية «فَرْطَ غنى نعمته». هو في حالة الذهول امام عظمة هذه النعمة التي نلناها بالمسيح.

ولكن، حتى لا يظنّ القارئ أنه بجهاده سيصعد الى الله، أكّد ثانيةً أننا بالنعمة مخلّصون، وهي تنزل علينا بواسطة الإيمان الذي يسكبه الله مجانا على أحبائه، ويؤكد ذلك بقوله: «ذلك ليس منكم إنما هو عطيّةُ الله». الله عنده هو دائما المبدئ وهو يكلل الذين أخذوا الإيمان. فالله اذًا هو المنتهى.

ثم ينتقل الى فكرة مرتبطة بما سبق: «نحن صُنْعُه مخلوقين في المسيح يسوع». وهنا يُبيّن بولس أن الخلْق الأول إنما أُعطيناه بواسطة المسيح، وأن لنا خلْقا جديدا الآن بالمعمودية. غاية الخلْق الأول والخلْق الثاني أننا مصنوعون للأعمال الصالحة التي «سبق الله فأَعدّنا لنسلُك فيها».

نحن نأخذ بالنعمة والطاعة قوة الأعمال الصالحة. ندخل الى أرض الله دخولا. نأخذ من ثمارها ونُصبح إلهيين. كل قوة الله تصبح فينا بالإيمان، وإذا عرفنا أن الايمان يُكوّننا نتّجه الى معطي الإيمان أي الثالوث القدوس.

هذا هو بهاء الإنسان المسيحي أنه دائما يجيء من الله وينمو بالله ويسكن في حضن الله بالشكر والتسبيح وكل صلاة. عندما نفتتح الخدمة الإلهية بقولنا: «أيها الملك السماوي» يقينُنا أنه ينسكب فينا ويأخذ كل كياننا ويجعل كياننا يصلّي. بلا انسكاب الله فيك لا تستطيع أن تقول كلمة واحدة حتى تصل الى السماء وترتّل مع الملائكة لمجد الله.

المسيح مجد، وقيامته مجد، ونحن إن آمنّا حقيقة نصبح في حالة التمجيد هنا وفي السماء.

Continue reading
2010, مقالات, نشرة رعيتي

الخليقة الجديدة/ الأحد 24 تشرين الأول 2010 /العدد 43

كان بولس يُملي على كاتبٍ من أعوانه ربما لأنه كان شحيح النظر على ما قاله بعض المفسّرين. هذا المقطع من الرسالة الى أهل غلاطية استهلّه بقوله: «انظروا ما أعظم الكتابات التي كتبتُها بيدي» مع أنه كان قد وقّع الرسالة في مطلعها على عادة القدماء. عندما يقول هنا: «انظروا ما أعظم الكتابات التي كتبتُها اليكم بيدي» يكون قد طلب من سكرتيره أن يُسلّمه القلم ليكتب بخطّه بالحروف الكبيرة وهي منفصلة بعضها عن بعض باليونانية.

أراد أن يُبيّن لهم محبّته لهم، أن يُعطي شعورًا حميميًا. القضية التي يُثيرها أن بعض المسيحيين الذين كانوا يُقرّبون أنفسهم من يعقوب أسقف اورشليم كانوا يرون أن الختانة كانت شرطًا لدخول المسيحية، وكان بولس مع الرسل عقدوا في اورشليم مجمعًا رفضوا فيه الختان.

رفض الرسول الافتخار بختانةٍ أُبطلت لأنها كانت علامة في الجسد بين الله وإبراهيم أي علاقة لعهد قديم، ولم تبقَ حاجةٌ اليها لأن العهد بيننا وبين الله هو بدم يسوع الذي به استغنينا عن العلامة العتيقة بين الله وإبراهيم.

لذلك انتقل الرسول توًا الى القول: «حاشى لي أن أفتخر إلا بربنا يسوع المسيح». أي افتخار هذا؟ إنه افتخار بالصليب. فعندما يقول انه «بالصليب صُلبَ العالم لي» أي ماتَ العالم، «وأنا صُلبتُ للعالم» أي إذا ظنَّ أهل العالم أنهم أحياء فأنا ميت، ويريد بالعالم العالم الشرير.

ويعود الى مسألة الختان ليقول: «في المسيح يسوع ليس الختان بشيء ولا القلف (اي عدم الختان) بل الخليقة الجديدة» التي تصيرُها انت اذا تجددت بالإيمان به ونلت المعمودية التي تُميت شهواتك وتعطيك مفاعيل قيامة المسيح حسبما قال بولس في الرسالة الى أهل رومية.

هذا هو القانون الجديد ليس بمعنى التشريع ولكن بمعنى قاعدة الحياة الأبدية. الذين يتبعون هذه القاعدة عليهم سلامٌ ورحمةٌ وعلى إسرائيلِ (بكسْر اللام) اللهِ. هنا يشير الى إسرائيل الجديد وهو مؤلف من يهود مهتدين ووثنيين مهتدين ويؤلفون معا أُمّة الله والشعب المقدس.

فاليهودية القديمة مع التلمود الذي كتبَتْهُ خمسمئة سنة بعد الميلاد لم تبقَ يهودية الأنبياء. صارت هجينة، ولا يُسمع اولئك المسيحيون القائلون ان لنا مع اليهود الحاليين كتابا واحدا. ولا يهمنا فقط- اذا لم يظهر التلمود- أن نقرأ موسى والأنبياء معا لأنت المهم أن تقرأ العهد القديم على ضوء العهد الجديد أي موجّها من الله الى رؤية المسيح.

الصليب بات مركز إيماننا بمعنى أنه أَظهر الخلاص وأَعدّ لقيامة المخلّص. وسعيُنا بسبب الجلجلة والقيامة أن نصير خلائق جديدة نحيا بالإيمان وبوعود معموديتنا.

Continue reading