الثقة والرجاء / 9 شباط 1992 / العدد 6
حياة المشاركة القائمة المؤمن والمؤمن، بين المطران او الكاهن والعلماني على خطين لا تقوم مطلقًا الا على أساس الثقة بيننا. الافتراض الأساسي في التعامل هو ان من تعامله صادق وانه لا يسعى الى أذاك. هذا يمكنك من التعامل السليم. انت في البدش لا تظن السوء لأن “المحبة لا تظن السوء” وتبقى طويلاً طويلاً على الثقة الى ان يثبت لديك بما لا يدع مجالاً للشك ان الآخر تصرف تصرفًا رديئًا. عند ذاك تدلك حكمتك كيف يجب ان تسلك، على اي وجه تتعامل.
في قرانا، وبعضها ضيق الأفق، لمست الكثير من الحذر بين الناس. انهم يسمّرون الآخر على صورة هم اصطنعوها له من وراء كلمة غاضبة او اهمال. ولذلك يكثر الشك في بلدنا عن حق او باطل. لعله حسن ان نسأل الآخر عما نحسبه تقصيرًا او خطأ او خطيئة ثم نغفر فورًا اذا لام الآخر نفسه عن شيء من هذا. ولكن ان لم يكن مبرر لتأويل سلوك الآخرين نكون قد ظلمنا الآخر. ان نكون مغبونين فهذه صدمة او اجحاف يلحق بنا. ولكن ان نظلم في الحكم فهذه كارثة للروح، تشويه لجمال الأخوة في نفوسنا. والظالم كثيرًا ما ينمّ ويقمع.
المهم ان نصارح الآخرين بما لنا عليهم واذا لم يقبلوا فنقول للكنيسة اي لأخوة يحبوننا في المسيح وليس لهم غرض. والمهم الا نكون سريعي التصديق لكل ما نسمع في المجالس، ان نُسكت النمام، الا نقبل الذم بأحد، ان ندقق في الخبر تدقيقًا كبيرًا وان نذهب الى صاحب الأمر نعاتبه لئلا يشب الحريق في الرعية فتفوتنا فرصة الاطفاء.
البساطة في المسيح كما يسميها بولس ان نصدق كل شيء ما لم يثبت الكذب ثبوتًا واضحًا. اذ ذاك، نلوم عليه بوداعة. فالوداعة ممكنة مع الألم. ان روح يسوع ليس ان نغضب لما نسميه جرح كرامتنا ولكن روح الرب ان نحزن لأن الآخر ارتكب خطيئة هي بالدرجة الاولى ضد نفسه فآذى نفسه بنا قبل ان يؤذينا.
فاذا كان لا يجوز ان نأخذ انسانًا من أحلامنا هكذا لا ينبغي ان نأخذه من واقعية مريرة نشأت عندنا من صدمات توالت علينا في دهرنا. جراحنا التي تكونت من خبرتنا نتلقاها ونبقى في الرجاء. فكل انسان مشروع وقد لا يكون شبيهًا باشرار عاملونا بسيئات قلوبهم. نحن نولي الثقة اولاً ونلاقي الشخص الآتي الينا كملاقاتنا فجرًا جديدًا . فقد يطل هذا عليًا رسولاً من الله حاملاً الينا التعزيات او حاملاً الرفق بنا ورِقّة تصنع العجائب.
اكثرنا يصطنع صورة عن الآخر. نظنه شرسًا او محتالاً وقد لا يكون، محبًا للمال وقد لا يكون. ساعيًا الى انزالنا على مرتبتنا وقد لا يكون. نحن أسرى اشاعات تتفشى في الناس. فاذا تغيب الأسقف مثلاً عن دعوة الى مناسبة قد يكون مريضًا او في مكان آخر. نسأله في الأمر ولا ننشىء اسطورة من شأنها ان تذاع. وقد لا يأتي الكاهن في موسم الغطاس الى منزل لنا جديد ولا نحسب انه لا يعرف اننا حللنا حيث حللنا. رعايانل مليئة بالظنون. رعايانا ينبغي ان تتحرر من القيل والقال ومن صور مغلوطة تغذيها هذه العائلة عن تلك ونبقى سجناء لأقوال توترات وليس لها اساس. وقد يكون ابناء هذا خيرًا من ابيهم فلِمَ نظلمهم ونبقى على التباعد بين عائلة وعائلة؟
وقد يكون الكاهن الجديد خيرًا ممن سبقه فنحمل الكاهن الحالي وزر اسلافه. وقد يكون مجلس الرعية الجديد خيرًا من السابق فلماذا ننسب الى الأعضاء الجدد مسؤولية القدماء؟ كل هذا يتغير ان احببنا السيد حبًا جمًا.
Continue reading