رعيتي/ 5 كانون الثاني 1992 / العدد 1
ها «رعيتي» إلينا من جديد بعد أن حجبتها محن كثيرة. تنشر عشية الظهور الإلهي لتقول لكم عيدًا طيبًا يحل الثالوث فيه في أعماق قلوبكم بالمحبة. سنأتيكم فيها بكلمات الحلاوة الإلهية، بأخبار كنيستكم لتصبح هذه النشرة صلة بين الإخوة والمجال الذي تعبرون فيه عن خلجات نفوسكم في توقها إلى الصالحات وفي سعيها إلى أبرشية تتجدد بالنعمة والجهد.
نحن مقبلون على تجديد مجالس الرعايا لتصبح كما يريدها المسيح مكان مجد له و دراسة لكلمته، مدى للعبادة الحسنة حتى تحافظوا على «وحدانية الروح برباط السلام» (أفسس 4: 3). وسنحاول توزيعها على كل بيت ليصير بكل أفراده مجتمعين كنيسة صغيرة تبني عائلة الآب. وإذا شكلنا هذه المجالس كما أراد المجتمع الأنطاكي المقدّس وفق القانون الأساسيّ للبطريركية نتمكن من عقد مؤتمر الأبرشية خلال هذه السنة ومنه ينبثق مجلس الأبرشية الملي الذي أرجو أن يساعدني بالثقة والحب على تسيير أموركم كلّها.
ومما لا ري فيه ان من فوائد الشدائد التي حلّت بنا استرجاع الهوية الأرثوذكسية تلك التي جعلتنا نفتخر بانتمائنا إلى كنيسة المسيح وهي ملتقانا ومصدر نمونا في الحقيقة. هذه الكنيسة ان أحببناها ندرك بها أن المسيح هو «قبل كل شيء وبه قوام كل شيء» (كولسي 1: 14) والكنيسة كما تعلمون، هي في عباداتها والأسرار المقدّسة انكشاف وجه السيد في محبته المذهلة لنا. انها تعصمكم عن كل فكر باطل وعن كل بدعة وكل إغراء.وكلما نزل أحدنا إلى أعماقها يفرح ويفرح به الكون. فبالإيمان الأرثوذكسي والشهداء ومواكب القديسين نطل على الجمال ويدخل إلينا الملكوت منذ الآن.
قد تشاهدون فينا ضعفنا وتشهدون عندنا خللاً ونقصًا. ولكننا سنتعاون لتقويم ما اعوج حتى تصبح كل رعية عروسًا للمسيح بهية.وسوف تتآزرون محليًا وعلى صعيد الأبرشية لئلا يبقى فينا أثر للمنازعات أو للتشنج أو للشك. قولوا لنا ما يجب عمله. اكتبوه ومن كان على حق نستمع إليه لأن من قال لنا الحق يكون الروح القدس ناطقًا فيه. لا ينفي ان تظل جماعة من جماعاتنا مكانًا للفوضى أو للإهمال أو للجهل. وإذا تسلحتم بالغيرة والمعرفة فيخرج منكم روحانيون كبار وكهنة ورعون.
تعاونوا والكهنة تعاونًا صادقًا لأنهم يقربون عنكم ذبيحة الحمد. فان من سهر على نفوسكم يستحق الإكرام. اقصدوهم وكلموهم عما يتعبكم. وإذا مرض أحدكم أو حزن أو رأى نفسه في إهمال فليذكر كاهنه بانه يريد منه عزاء . لا تتذمروا بل بثوا شكواكم فان في الحسرة والانغلاق ذبولاً للنفس.
«أناشدكم، أيها الإخوة، أن تتحملوا كلامي» (عبرانيين 13: 22) عددًا بعد عدد ما مكنني الله من ذلك عسى أن تجدوا في موعظتي ما يبلسم الجراح. ووزعوا هذا الكلام على كل أخ لئلا يفوته افتقادنا له بالمسيح.
Continue reading