الدخول الى أورشليم/ الأحد 28 آذار 2010 / العدد 13
هذا دخولُ فرَح لأن الرب يسوع جاء ليعطي المحبة لقاتليه. ويؤكّد هذا بولس في رسالته: «افرحوا في الرب كل حين وأقول ايضًا افرحوا». السيد هو الذي تطوّع للموت. كذا كانت مشيئة الآب وارتضاؤه هو، وكان حضور الروح القدس في الصلب.
يوم الجمعة العظيم عملُ الثالوث القدوس كله. والأسبوع العظيم الذي نفتتحه اليوم يحمل كل قوة الصليب مغنّاة كل يوم وليلة حتى نتهيأ للقاء السيد منتصرًا بالآلام ومعلنًا نصره بالقيامة.
ودليل الفرح أننا منذ أحد الشعانين نستقبل المسيح الخَتَن. الختن كلمة سريانية تعني العريس. فكلمات الرسول: «افرحوا في الرب في كل حين» تعني في هذه المناسبة: افرحوا بعُرس الحَمَل (يسوع) مع كنيسته، هذا العرس الذي نردّد كلماته حتى الثلاثاء مساءً لنُلاقي الفصح تدريجيا يومًا بعد يوم حتى نُعلن إتمام العرس على الجلجلة لأن كل عرس يتمّ بالدم.
بعد قولنا: «هوذا الخَتَن يأتي في نصف الليل» ليتخذ كل نفس وليس فقط الكنيسة ككل عروسًا له، نبوح له أننا له في رتبة مسحة الزيت، فنقرأ نصوص توبة مع كلمة الله (رسائل وأناجيل)، وإذا امتلأنا توبةً نذهب الى قداس الخميس العظيم ليتمّ الحب كاملا بيننا وبين المخلّص ويصير جسدُه جسدنا ودمُه دمنا كما في كل قداس، ولكنه هنا مقرون بصورة خاصة بذكرى العشاء السريّ، حتى إذا تعلّمنا فيه التواضع بغسل المعلّم أرجل التلاميذ نعدُه نحن بأن يمُدّنا بتواضعه لكي ننسحق أمام الإخوة حتى يَعلو المسيح وحده.
إنه يَعْلو بآلامه التي نقرأ رواياتها في الأناجيل الأربعة لنعيش صميميا وسط هذه الآلام دائمًا بالفرح منتظرين خلاصنا بالصليب. واذا قلنا: «اليوم عُلّق على خشبة» نفهم أننا نرث اليوم ثمار الخلاص بحيث نرجو السيد أن يُنزل علينا خلاصه الآن ولا نبقى متردّدين بينه وبين خطايانا. نحن له حسب كلمات الإنجيل نُفعلّها لننهض معه ليس فقط في الموسم ولكن كل يوم. مَن لبس نور المسيح ثوبًا لا يُرى فيه غير المسيح إذ يكون قد صار إنسانًا قياميًا وعاش الفصح كل يوم. الموسم تحفيزٌ ليبقى عمقه حقيقة فينا وفي سلوكنا.
قمّة الأسبوع العظيم هي الساعات الملوكية التي نُقيمها بين الصباح وصلاة الغروب التي بها نُنهي الرتبة فنزيّح الإبيتافيون اي أيقونة المسيح المدفون لنرتل له في جنّاز المسيح التي خدمته في الحقيقة سَحَر سبت النور. ولكن الكنيسة تسهيلا للمؤمن قدّمت السَحَر الى اليوم السابق ليُتاح للمؤمنين حضور الخدمة. ولكون خدمة الجناز هي سَحَر سبت النور، تأتي التقاريظ كلها فرحًا بالقيامة. فنأتي الى ما يُسمّونه النعش باللغة العامية لنُعانق الإله الدفين ونَعده أننا معه عند الاحتفال الطقوسيّ بالقيامة.
سبت النور قمّة أخرى في الأسبوع العظيم. ولكن لكونه مندمجًا بغروب العيد نُناشد الرب يسوع أن يقوم بقولنا: «قُمْ يا الله واحكمْ في الأرض». الخدمة هذه كان يجري فيها عماد الموعوظين الذي كانوا يتعلّمون ليستحقوا العماد، فيجري هذا في بيت المعمودية الذي كان بناء مستقلا عن مبنى الكنيسة. واذا انتهوا من العماد يدخلون الى الكنيسة. لذلك نرتل: «انتم الذين بالمسيح اعتمدتُم المسيحَ لبستُم» ونُباشر العيد في انتظار الصباح.
Continue reading