1993, مقالات, نشرة رعيتي

هذا الصيف/ الاحد 1 آب 1993 / العدد31

هذا الصيف وغيره موسم الانفلاش. الكثيرون يعتبرون الصيف حقبة من السنة لا يخضعون فيها لانضباط. لا يرى بعض ان القداس اساسي. يحتجون بأن نزهة في الجبل تعفيهم من لقاء الرب في الذبيحة وان ارتياد البحر يأخذ منهم كل النهار. لعلهم لم يقرأوا شيئا عن مضار الشمس وعن تسببها بسرطان الجلد اذا غالوا.

طبعا عندنا مشكلة في ان يوم الرب هو الذي جعلته الامم المسيحية يوما للراحة مع ان شيئا في الإنجيل لا يذكر ذلك. افهم ان تكون الراحة اساسية بعد اسبوع متعب. غير ان الإنجيل هو الذي جعل الذبيحة يوم أحد فيبقى ان نصلي باكرا جدا في الصيف او ان نسعى الى كنيسة ارثوذكسية في طريقنا الى المياه او قمم الجبل.

اما عن ثياب البحر فماذا اقول او ماذا اقول عن اختلاط الجنسين في ما يشبه العري؟ انا ليس عندي حلول والأطباء يقولون ان السباحة رياضة ولا أنفع. طبعا الصادقون يقولون ان هذه الثياب المختصرة جدا فيها اغراء او بعض إغراء. فليحمل كل انسان مسؤوليته وليراقب داخل نفسه وليتصرف كراشد.

هذا ليس كل المصيبة. فالعري صار الوضع المألوف عند الكثيرات وأريد ان اكون ساذجا لأردد قول النساء انها مجرد ازياء ولكن لا احد في العالم مقتنع بذلك فإن صدقت المرأة لا بد ان تقول ان في الأمر فتنة وان الفتنة تروقها. وغالبا ما تروق الأعين وان معظم العيون نهمة. من يقتنع بأن التي ترتدي المقصّر والمضيق لا تسعى الى ذلك عامدة؟ هل هي مقتنعة بأنها لا تعرض محاسنها عرضا وانها غير مسؤولة عن إثارة الرغبات عند الرجل؟

والشعراء تغزلوا بالمكشوف من بدن المرأة بحيث امكنك ان ترى توافقا كاملا منذ القرن السادس عشر في اوربا بين الأعضاء المكشوفة واياها في الشعر.

لماذا لا يكفي المرأة جاذبها الروحي والأدبي اعني الجانب العميق فيها حتى يلقى قلبها قلب الرجل وفكرها فكره؟ لماذا تريد ان تشتريه بجسدها كأنها غير مؤمنة بشخصيتها؟ لماذا تريد ان يختارها من اجل جسدها اي ان يكون خياره لها غير حر، غير مسؤول؟

واذا سمحت لنفسي على سبيل التمرين العقلي ان اتساهل مع فتاة عزباء تفتش عن إثارة لأنها يئست من عمق شخصيتها،  فلا افهم ان تلبس متزوجة هي دون الكهولة او في الكهولة هذه الثياب المنحسرة الملتصقة بها وكأنها غير محجوبة. الا تؤمن بأن جسدها بعض من شخصيتها التي يحبها زوجها وبأن هذا الجسد لغة بينها وبينه؟

لماذا تجعل بدنها خطابا بينها وبين رجل غريب؟ الا تدرك ان شهوة الغريب تتأجج او يمكن ان تتأجج بسببها وكأنها تدعوه ان يتفرس بها. كل شيء يدل ان هذا مستطاب لديها. لماذا يهمّها بعد زواجها ان يقول عنها الناس انها جميلة؟ أليست العيون تلامس كاليد؟ أليست في هذه الملامسة المدعوة، فاحشة؟ ان تفعل هذا وان تدعي العفة لتناقض مفضوح. ربما ادركنا زمنا لم تبقَ فيه الحشمة جانبا من جوانب العفاف.

Continue reading