النقد البناء/ الأحد 26 أيار 1996/ العدد 21
كل انسان في الكنيسة ليس فقط يحق له الكلام في كل شيء ولكن يحق له ان ينقد كل شيء. قلت “كل انسان في الكنيسة” ولم أقل في الطائفة. فقد يحسبونك أرثوذكسيا لكونك مولودا هكذا ولكنك قد لا تكون مصليا وليست على اتصال بمن يعمل ويعلّم وقد لا تكون قرأتَ ما يجب معرفته ليكون لك الحد الأدنى من المعلومات التي تخوّلك حق النقد. المؤمن الممارس, الحاضر, المطّلع على نشاط رعيته والأبرشية يعرف عمّا يتكلم وغيره لا يعرف.
الانتقادات المسلّية في الصالونات التي تتناول الأكليروس بخاصة وما قالوا وما فعلوا من شأنها ان تثبط الهمم وان تجعل الناس في حزن ويأس وكثيرا ما لا تكون مدعومة بالوقائع ولكنها مبنية على الوشاية والنميمة. فاذا كان لك شيء على الكاهن او المطران فاذهب اليه وسَلْهُ او عاتبه ونحن قائمون لسماعك وتقبل حجتك ان كان لك حجة.
لا تصدّق كل ما تسمع. تحقق الأمر وبعد هذا كلّم المسؤولين وليكن كلامك معنا من اجل البنيان حتى نصير افضل مما كنا عليه. هذا اذا كنتَ تتكلم في غيرة على كنيسة الرب. ادعُ ربك وكن الى الهدوء قبل اي مراجعة حتى يعطّر فمك بعطر الروح. ليست الكنيسة “فشّة خلق” ولا يبنيها الزعلان والغاضب والذي يفتش عن المخانقة. “احملوا بعضكم اثقال بعض”. الى هذا دعانا بولس. كذلك قال الرسول نفسه” اذا سقط أحدكم في زلة فأَصلحوا انتم الروحانيين مثلَ هذا بروح الوداعة”. فلننتبه ألا نمزّق بعضّنا بعضا وألا يشهّر احدنا بالآخر لأن في التشهير يسكن الشيطان.
الوصية ان نستر ذنوب الإخوة. “طوبى لمن سُترت ذنوبه وغُفرت خطاياه”. ولكن الوصية تقول ايضا: “اعزلوا الخبيث من بينكم” بمعنى ان نشكو للرئاسة الروحية من ارتكب خطأ او من أساء الائتمان. فإن سكتَّ انت عمن يهدم كنيسة المسيح تكون شريكا في هدمها. ليس من فضح لكاهن او مسؤول في الوقف امام الناس لئلا يتعثروا. ولكن الواجب يقضي ان نرفع الأمر الى الرئاسة الروحية لتُصلح الأمور وتؤدب من يجب تأديبه.
كل شيء للبنيان بعفة اللسان وكل انسان تحت الشكوى إن أخطأ لئلا نكون شركاء الظلم. “هل من اختلاط بين النور والظلمة؟”.
Continue reading