Monthly Archives

May 2015

2015, جريدة النهار, مقالات

الروح النازل الينا / السبت في ٣٠ أيار ٢٠١٥

في اليوم الخمسين بعد القيامة نزل روح الله بشكل لسان ناري على كل من التلاميذ المجتمعين في العلية. وقال الكتاب الروح اتخذ شكل لسان ناري ليقول ان الله ضؤ. وان الضوء فينا وليس فقط علينا.

ومن خلال الرمز عنى ان المسيح دائم بالروح القدس أي بالكلمة أولاً التي هي للجميع وداخل كل شخص. أجل هو كلمة واحدة لكل الناس ولكنه فريد في كل واحد. ان الرب على وحدانيته وعدم انقسامه يستدخل نفسه فيك وتستطيع ان تقبله. الواحد في جوهره يكون لك أنت بصورة خاصة. أجل ان المسيح واحد في جوهره ولكنه يصبح مسيحك أنت بمعنى العلاقة الفريدة التي يقيمها معك.

صح انه واحد ولكن لك أنت ذوقك له والآخر له ذوقه. هناك وحدة في عطائه ووجوه له حسب اقتبال أحبائه له. بمعنى دقيق أقول ان لكل واحد مسيحه. هذه ليست صورة مختلفة ولكن المعنى ان لكل منا صلته الخاصة بالمسيح. وهذا هو العشق الإلهي.

سر المسيح انه واحد في الجميع ومع ذلك هو مختلف الوجوه لأن لكل منا اقتبالا له خاصا أو ذوقا له خاصا. السر ان السيد يحبنا جميعا بمحبة واحدة وكل يقتبلها حسب مواهبه. وله فهمه لها أو تذوقه لها.

فرادة عيش الله فيك انه يوحدك بالآخرين ويبقيك قريبا منه. كيف تكون لك قداسة واحدة مع الآخرين ولك شخصيتك في القداسة؟

هذا هو السر ان الذين هم للمسيح متشابهون حتى الوحدة وان لكل منهم فرادته. المسيح يجمع ولكنه يهب التنوع أيضًا. تبقى فريدا وأنت غير منفرد، معا ولكن بلا انصهار.

المؤمنون ليسوا جمهورا. هم وحدة وكل فيها فريد. كيف تكون شبيها بالآخرين وليس مثلك شيء؟

Continue reading
2015, جريدة النهار, مقالات

خميس‭ ‬الصعود / السبت‭ ‬٢٣‭ ‬أيار‭ ‬٢٠١٥

خميس الصعود الذي أقيم منذ يومين مجهول معناه كثيرا عند عامة الناس مع انه على كثافة الأعياد الكبرى عندنا وفي تقديري أن إعراض الناس عنه انهم يرون ان كل شيء عند المسيح ينتهي بقيامته. غير أن الرؤية الكنسية المجسدة في الأعياد ان الصعود مواز للتجسد اذا اعتبرنا التجسد نزولا إلهيًا على الأرض.

ولكن إذا عزلت نفسي عن العقيدة مؤقتا بحد نفسها لأرى نتائجها في الفكر أفهم أن صعود المسيح هو كلام عن صعود جسده إلى السماء. ولكن ما معنى ان يصعد والمسيح الإله ليس محصورا في مكان؟ الفكر وراء العبارة ان الإله الكائن في المسيح اتخذ البشرة اليه ولكونه ألهها -وهذا معتقدنا- صارت واحدة مع الطبيعة الإلهية دون اندماج بها أو انصهار أي بتمايز الطبيعتين. هذا هو سر المسيح الذي لا نسبر غوره.

هذه هي قدرة المسيحية انها تتكلم عن اتحاد الانسان بقوى الإله غير المخلوقة دون ان تنصهر بها. نحن نقول بالتجسد ولا نقول بالحلولية أي لا نقول بانصهار الطبيعتين. هذا سر لنا وأمامنا ونلتقطه بالقلب ولو فاق معقولنا ومعناه اننا، حقيقة، في الله وما ذبنا به. بيننا اتحاد وتقابل بآن. غير ان فرادة العقيدة عندنا اننا لا نقف عند مجيء الله الينا بالتجسد بل نضيف اننا نعود إلى الله ليس فقط بالروح ولكن بالجسد القائم من القبر. وهذا من منطق اللاهوت عندنا. فإن الله نزل لكي نصعد ومعنى ذلك ان الأقنوم الثاني صار إنسانا لكي يصبح الانسان إلها لا بمعنى اتخاذه جوهرا إلهيا لأن هذا يكون ذوبانا في الله ولكن بمعنى اشتراكه بالنعمة الإلهية وهي غير مخلوقة.

ليس في العقيدة المسيحية جغرافية. فإذا قلنا ان السيد نزل إلى الأرض لا نعني لحظة انه قام بانتقال مكاني اذ الله لا ينتقل. نعني ان الابن ضم اليه جسدا انسانيا في اتحاد لا نفهم طبيعته ولكنا نعرفه بالإيمان.

الإيمان معبّر عنه بقوالب بشرية. بغير هذا كيف يأتي الإيمان إلى الانسان. نحن نعرف محدودية التعبير اللاهوتي. نحن مضطرون إلى كلام وبلا كلام ليس دين. ولكن تتجاوز أنت محدودية الكلام بالإيمان. والذين بلغوا هذا التجاوز هم المؤمنون.

نحن لا نفهم فهما عقليا كيف ان المسيح في السماء ولكنا ندرك في قلوبنا المؤمنة انه فوق المكان والزمان لأنه حامل جسد القيامة. المسيحية عندها هذه الفرادة انها ترى المسيح حافظًا جسده بعد القيامة ولكنه جسد قائم في المجد أي غير خاضع لتقلبات الأجساد وغير قابل للموت. لا تستطيع انت ان تضع المسيحية في قالب عقلي ولكنك لا تستطيع أيضا ان تراها مناقضة للعقل. هي ترى شيئا آخر من العقل.

كيف نكون، نتيجة لذلك، نحن وأجسادنا صاعدين مع اننا لا نزال على الأرض؟ اذا خضعت للجغرافية لا تفهم هذا. اما الذين هم في المسيح فيفهمون كل شيء. أنت في مكان ولكنك ان كنت في المسيح لا تبقى محصورا في مكان.

ماذا نعني ان قلنا ان المسيح جالس عن يمين الآب؟ نحن لا نقصد شيئا مكانيا. نحن نعني ان جسده القائم من القبر له كل المجد الذي في الألوهة أي غير خاضع للموت وتاليا نعني اننا نحن أيضا مع الله لأننا بتنا في روحه.

إلى هذا إحساسنا في الروح القدس الذي صرنا اليه ان أحدا لا يقدر علينا شيئا.

العجب في هذا ان ترى انك من الأرض وفي حدودها وامكاناتها وانك تجاوزت الأرض بالإيمان. العجب انك في هذا الجسد ولست خاضعا لهذا الجسد. بمعنى عميق وحقيقي أنت ترى الله واذا لم تكن من أهل الرؤية لا نستطيع ان نعطيك الرؤية. هناك فئتان من الناس لا تلتقيان، الفئة التي تشاهد الله وتلك التي لا تراه. هذه هي الهوة الروحية بين الناس.

Continue reading
2015, جريدة النهار, مقالات

من بعد العيد / السبت في 16 أيار 2015

تنطلق من العيد إلى أيامك لتعلّم الناس ان الفصح يمكن ان يصبح عندهم مقيما. كان العيد ليجعل في يومك فرحا أي ليحررك من الزمن الرتيب ويقيم غير الزائل فيك بحيث تجعل من كل يوم لك عيدا. لما كنت طالب لاهوت كنت أتردد كل يوم إلى أبي الروحي وإذا أتيته حزينا كان يقول لي وكان رجلا مريضا: يا فلان هل نسيت ان المسيح قام؟ فعلمت، مذ ذاك، ان هذه القيامة ليست فقط عيدا بل هي تذكير بالحق أي انها فاعلة والا بقيت ذكرا. هل الله نفسه عند الكثيرين غير ذكرى؟ هل يلتمسونه في عمق نفوسهم وإذا خطئوا يريدون عودتهم إليه أم انهم يخشونه؟ هل هو عند بعض الا ذلك الكبير المخيف؟ ليسمح لي الذين لا يحبون ان يسموه أبا ان أسميه أبا.

هل يهمني انه خالق الجبال والبحار؟ ما لي والبحار؟ أم يهمني الرب أبا أي حاضنا. أليس المؤمن العميق من أحسّ ان الله أبوه. لماذا يخشى البعض هذه التسمية؟ أليست صفات الله أو معظمها مستعارة من المشاعر البشرية؟ كلنا عندنا حاجة نفسية إلى ان نعلي الله فوق نفوسنا. أنا عندي حاجة ان انزله إلى نفسي وان أكلمه مثل قريني ولو عرفت المدى الذي يفصله عني. الا اني أعرف بالقوة نفسها قرباه. هذا اللصوق ان لم يصل إلى النفس ليست على شيء. ان كنت لا اعرف التصاقه بي لم تره نفسي. يبقى مثل إله الفلاسفة القدماء الذين لم يرفعوا اليه صلاة. ان كان الله لا يؤنسك ولو نزهته لما رأيته في قاع نفسك. أنت تخشى الشرك ان قربته من نفسك؟ لكن الا تخشى الإلحاد ان عظمته كثيرا جدا بحيث لا تقدر ان ترى وجهه وأعني بذلك وجهه إليك؟

المؤمن عارف من داخله الله لأنه ينتقل إليه. الله يعرفك برؤيتك إياه بعد ان عرفت رؤيته اليك. هو دائما المبدئ والمنتهي. أنت دائما تذهب منه اليه أي إذا أقام فيك يجعلك فيه. هو ينزل اليك أولا ليصعدك اليه. هو عرفك أولا لتعرفه. ومن بعد الله لا تعرف آخر أو تقرأ كل إنسان تحبه على وجه الله فاذا بهم جميعا إلهيون. عند ذاك كان كل يوم لك عيدا.

من بعد العيد يبقى الحب الذي هو العيد الدائم لأنه فرحك بالآخر وعلمك بأنه أعظم منك. المحبة وحدها تقيمك في التواضع لأن الوصية ان تحب قريبك كنفسك تعني في الحقيقة ان تحبه أكثر من نفسك. عند ذاك يصبح الآخر هو عيدك.

Continue reading
2015, جريدة النهار, مقالات

التعصب الطائفي / السبت في 9 أيار 2015

التعصب من كلمة عصب أي تحرك من انفعالات لا يسودها العقل الا قليلا. السؤال العميق كيف تكون متدينا ولا تحب أهل دينك بنوع خاص لأن ثمة رابطًا أساسيًا عميقًا بينكم وهو رباط الإيمان. ولا يبدأ التعصب من الإيمان بالله إذا عرفناه على انه تماسك اجتماعي لا يدل، ضرورة، على شعور ديني عميق يجمعك بأقرانك في الإيمان ولا يبعدك عمن دان بعقيدة أخرى. بكلام فلسفي، التعصب يشبه الشعور القبلي الذي ليس فيه مضمون ولكنه يقوم على التماسك بالأعصاب مع أهل ديانتك بفهم كبير أو قليل.

التعصب مرتبط دائما بجهل دين الآخر أو حقيقة ما في قلب الآخر. تقديرك أنت بسبب مما استلمت اجتماعيا انه على هذا الخلق أو ذاك، على طبائع تنسبها أنت إلى أهل ديانة له قد تعرف عنها القليل لأنك ان عرفت الكثير فلا بد لك من تقديرها واحترامها ان كنت على قسط من المحبة. وغالبا ما دلت معرفتنا للواقع ان الذين يكرهون أهل ديانة أخرى أو لهم عليهم تحفظ لا يعرفون الا القليل عنهم وعن ديانتهم. أنا متأكد كل التأكيد انك لو كنت مسيحيًا وتعرف الكثير عن الإسلام وتحب ما تعرف يحتضن قلبك المسلم الذي تجاوره وان كنت مثقفا تقدر الشيء الكثير من ديانته على الأقل وتعترف جهارا بالحقيقة التي في دينه.

ثم إذا اتسع قلبك للخيرات ترى في ديانته بهاء ليس لك ان تراه إذا انغلق قلبك. آن لنا ان نتروض على ان الأديان ليست حظائر أو أحزابا ولك ان عرفتها ان تذوق انفتاحها وبخاصة ان تحب عظماء الإيمان فيها لأنهم في عمقهم لله واجترئ ان أقول انهم آتون من الله. وما لم تفهم هذا تكون حصرت الله في السماوات وما رأيته في الأرض.

القاعدة تاليا ان تحب الناس إلى أي دين انتموا حبا واحدا. عقيدتك لك وقلبك للجميع. المحبة تذهب منك إلى كل إنسان بالقوة الواحدة وإذا كنت تميز في الحب بين أهل الأديان فلست على دين. العقل في تحركه يمكن ان يميز. القلب ان كان طاهرا لا يميز. وان كانت القلوب تجمع الناس فهم واحد. ومن لا يتسع قلبه لكل أصناف البشر ليس عنده إله. أنت في القلب لست أقرب الى أهل دينك. أليس البار أوغسطينس هو القائل: «أحبب قريبك وأفعل ما تشاء»؟ ذلك ان هذا القديس الافريقي كان يفهم ان المحب لا يخطئ.

أنا أفهم فهما عميقا انك، متدينا، تحب الصالحين من أهل ديانتك. هذه قربى في العمق لأنها تنتسب إلى الله. ولكني أفهم أيضًا بالقوة نفسها ان المسيحي الكبير يحب المسلم الكبير وبالعكس لأن كل واحد منهما يعرف ان الآخر هو لله. بتأكد من إيماني الأرثوذكسي أقول إن العقيدة المسيحية تأمرني بأن أشمل المسلم بالمحبة الواحدة التي عندي للمسيحي وان المعتقد اللاهوتي لا يفرق القلوب. ذلك انك، مسيحيا، ان أحببت جميع الناس على السواء تراهم واحدا في المسيح. الأديان ليست حظائر ولا تفريق عند الله بين ناسها فاذا كان الله يراهم واحدا لماذا تريد ان يحاكموا بعضهم بعض؟ أنا ما قلت ان الأديان واحدة. أنا قلت ان الناس واحد لأن الله يراهم واحدا.

من الأمور السهلة عند المؤمن الحاصل على ثقافة دينية كبرى ان يحب جميع الناس بقوة واحدة وان يفرق بين مقولهم. في لاهوتنا المسيحي ان غير المسيحي ان كان واحدا في السلوك مع المسيحي ينظر اليه الرب نظرة واحدة. وفي أدق تعليم مسيحي هو مسيحي. هناك من عمده ذووه بالماء وهناك من عمده الله بالروح القدس إلى أي دين انتمى. وفي العمق الكنيسة هي التي يراها الله وفيها المعمد وغير المعمد.

Continue reading
2015, جريدة النهار, مقالات

الكاتب‭ ‬هدية‭ ‬الله / الجمعة في 1 أيار 2015

يأتي وقت المقال وليس عندك شيء. من أين يأتي المقال؟ هناك زاوية جريدة مبسوطة أمامك وقراء ينتظرونك. مشكلة كاتب الصحيفة انه مضطر واضطراره الا يكون تفها لأن هذا حق القراء عليه. ماذا تكتب ولا تكرر ذاتك؟ لماذا لا تكرر ذاتك ولو لعبت لعبة تغيير الكلمات أو تغيير رصفها؟ اظن ان كاتب الصحيفة تحديدا هو المضطر على فكر ينتظره الناس أي انه مضطر بحياة داخلية فيه ولا يستطيع ان يرصف كلمات.

هو لا يستقبل كل كلمة تأتيه لكونه رسولا.

ليس عندك شيء اذا لم تطلب شيئا من فوق. فقد لا يكون في داخلك شيء اذا أردت الكتابة لأن هذه لا تفتعلها. هي تنزل ان كنت كاتبا حقا. الكاتب تستكتبه قوة من خارجه. من هذه الزاوية لا يكرر نفسه. أحيانا تراه يردد ما قال. في الحقيقة تنزل دائما الكلمات جديدة أو تأتي كلماته القديمة بوهج جديد. الكاتب الحق يخلق لأنه يجيء من الخالق أو من غير نفسه ولا يقول أبدا الشيء عينه أو قل انه يأتي به بوهج جديد. ان لم يكن ثمة التماع غير مسبوق فليس من كتابة.

ليس للكاتب ان يقول من أنا، ماذا اعرف. عليه ان يقول: هؤلاء القراء ماذا ينفعهم ليصير كل منهم إنسانا سويا. في الحقيقة ليس من سوي لأننا انحرفنا بعد الخلق. أنا افهم ان الكتابة حب. بعد هذا كل شيء صناعة. عندما تقول هذا ملهم عما أنت تتكلم؟ إن كنت مؤمنا تعني ان الله يحرك له نفسه. فالقارئ الكبير لا ينتظر ما كان دون الله. انه لا يكتفي بالعادي، بالمكرر. اذا كنت تحب قارئك يأتيك جديد القول أي الذي يجدد روحك. دون ذلك مجرد كلام. الناس ينتظرون منك ما يشبه لغة الله. نحن المسيحيين نقول اننا نأكل جسد المسيح. ماذا يعني هذا الكلام بعد ان صعد المسيح إلى السماء؟ انه يعني ان السيد قادر بالحب ان يجعل نفسه بعضا عنك أو ان يجعلك بعضا منه. هل يكون مأخذا علينا ان قلنا ان علاقتنا بالله علاقة حب؟ أنا لا افهم من يتأذى من هذه العبارة. هذه لغة الحب؟ هل هناك ما كان فيه احترام أكثر من الحب؟ عند الروحانيين أنت حبيب الله والله حبيبك. هذا لا يعرفه العابدون الصغار. أحد القديسين عندنا وهو من القرن الرابع أراد ان يفسر للضعاف عبارة عبادة الله التي كانت تعثرهم لحسبانهم انها عبودية. قال: «ماذا يعمل العاشق غير ان يستعبد نفسه للمعشوق؟» عندما قال يوحنا الرسول: «الله محبة» أراد انه وحده يحب ووحده يستحق المحبة والناس به متشبهون. لا يقدرون وهم في الجسد أي في الأنا ان يحبوا بصورة كاملة مطلقة. الناس ما داموا أحياء خاضعون للجسد أي لكل ما يفنى فيهم.

افهم ان يدعي الكاتب انه غير خاضع للسلف اذا وجد شيئا جديدا في الفكر أو التعبير. كذلك افهم من احس انه يأتي من الاسلاف ولو كان على شيء من الابتكار. أنت كبير اذا اتيت من الله، من عمق معناه أو من صورة كلامه. لك ان تدعي بعض الاستقلال عن اسلافك ولكن ليس لك ان تظن ان الله برحمته لم يكن لك ساترا أليست كبرياء عظيمة الا ترى نفسك مدينا لله في الكتابة؟ للنقاد ان يقولوا ان أتيت مبدعا. انه لكبرياء ان تهتم انت لهذا. قل حقيقة الله التي فيك وامشِ. من تكون لتهتم بكونك مبدعا أم غير مبدع؟ من يحكم في نفسه؟ اطرح كتابتك على ورق وامشِ. يفهم من يفهم ويحب من يحب وأنت تنطوي في رحمة الله. الله لا تهمه الكتابة الجميلة. يهمه خلاص الكاتب. ويبقى الاثر المكتوب رحمة من الله.

ربما كتبنا للانفراج. المهم ان تأتي الكتابة نافعة للناس. ليس الاصل فيها فنها. السؤال هو هل هي نازلة من عند الله؟ هذا لا يعني انك تقول دائما قولا تقيا. ولكن لا تهمل بهاء النفس عند القارئ. عند انعدام الحب «الحرف يقتل» ككل آلة قتل.

أنت، كاتبا، لست هدية من الجمال. أنت لست عظيما ان لم تكن هدية من الله. نحن الكتاب المؤمنين عندنا مشكلة مع الجمال الأدبي. نخشى ان يصبح عبادة. اذا أحببت الله يحررك من عبادة الجمال، يعطيك الكلمة، كلمته.

Continue reading