ها «رعيتي» الينا من جديد بعد ان حجبتها محن كثيرة. تنشر عشية الظهور الالهي لتقول لكم عيدًا طيبًا يحل الثالوث فيه في اعماق قلوبكم بالمحبة. سنأتيكم فيها بكلمات الحلاوة الالهية، بأخبار كنيستكم لتصبح هذه النشرة صلة بين الاخوة والمجال الذي تعبرون فيه عن خلجات نفوسكم في توقها الى الصالحات وفي سعيها الى ابرشية تتجدد باتنعمة والجهد.

نحن مقبلون على تجديد مجالس الرعايا لتصبح كما يريدها المسيح مكان مجد له و دراسة لكلمته، مدى للعبادة الحسنة حتى تحافظوا على «وحدانية الروح برباط السلام» (افسس 4: 3). وسنحاول توزيعها على كل بيت ليصير بكل افراده مجتمعين كنيسة صغيرة تبني عائلة الآب. واذا شكلنا هذه المجالس كما اراد المجتمع الانطاكي المقدس وفق القانون الاساسي للبطريركية نتمكن من عقد مؤتمر الابرشية خلال هذه السنة ومه ينبثق مجلس الأبرشية الملي الذي أرجو ان يساعدني بالثقة والحب على تسيير اموركم كلها.

ومما لا ري فيه ان من فوائد الشدائد التي حلت بنا استرجاع الهوية الأرثوذكسية تلك التي جعلتنا نفتخر بانتمائنا الى كنيسة المسيح وهي ملتقانا ومصدر نمونا في الحقيقة. هذه الكنيسة ان احببناها ندرك بها ان المسيح هو «قبل كل شيء وبه قوام كل شيء» (كولسي 1: 14) والكنيسة كما تعلمون، هي في عباداتها والأسرار المقدسة انكشاف وجه السيد في محبته المذهلة لنا. انها تعصمكم عن كل فكر باطل وعن كل بدعة وكل اغراء.وكلما نزل احدنا الى اعماقها يفرح ويفرح به الكون. فبالايمان الارثوذكسي والشهداء ومواكب القديسين نطل على الجمال ويدخل الينا الملكوت منذ الآن.

قد تشاهدون فينا ضعفنا وتشهدون عندنا خللاً ونقصًا. ولكننا سنتعاون لتقويم ما اعوج حتى تصبح كل رعية عروسًا للمسيح بهية.وسوف تتآزرون محليًا وعلى صعيد الابرشية لئلا يبقى فينا اثر للمنازعات او للتشنج او للشك. قولوا لنا ما يجب عمله. اكتبوه ومن كان على حق نستمع اليه لأن من قال لنا الحق يكون الروح القدس ناطقًا فيه. لا ينفي ان تظل جماعة من جماعاتنا مكانا للفوضى او للاهمال او للجهل. واذا تسلحتم بالغيرة والمعرفة  فيخرج منكم روحانيون كبار وكهنة ورعون.

تعاونوا والكهنة تعاونًا صادقًا لأنهم يقربون عنكم ذبيحة الحمد. فان من سهر على نفوسكم يستحق الاكرام.اقصدوهم وكلموهم عما يتعبكم. واذا مرض احدكم او حزن او رأى نفسه في اهمال فليذكر كاهنه بانه يريد منه عزاء . لا تتذمروا بل بثوا شكواكم فان في الحسرة والانغلاق ذبولاً للنفس.

«اناشدكم، ايها الاخوة، ان تتحملوا كلامي» (عبرانيين 13: 22) عددًا بعد عدد ما مكنني الله من ذلك عسى ان تجدوا في موعظتي ما يبلسم الجراح. ووزعوا هذا الكلام على كل أخ لئلا يفوته افتقادنا له بالمسيح.